هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : نفى المتحدث باسم اركان جيش الإسلام «حمزة بيرقدار صحة أي اتفاق يقضي بإخراج جيش الإسلام من مدينة دوما، وقال «لا زال موقفنا واضحاً وثابتاً وهو رفض التهجير القسري والتغيير الديموغرافي لما تبقى من الغوطة الشرقية» وذلك رداً على نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف الذي قال ان الاتصالات مع مسلحي «جيش الإسلام» متواصلة من خلال الرسائل، والهاتف، وكذلك اللقاءات، وقد أحرزنا تقدماً حقيقياً في مسألة خروجهم من الغوطة الشرقية» مضيفاً انه من المقرر أن يتم التطرق خلال قمة أنقرة إلى تفاصيل مناطق خفض التصعيد وسيكون الهدف هو القضاء على «داعش» وجبهة «النصرة»، وكيف سيساعد ذلك في حل المواضيع الأخرى بما في ذلك الإنسانية.
رئيس دائرة العمليات العامة بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، قال امس الجمعة انه» تم الاتفاق مع قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية حول انسحاب المسلحين مع أفراد عائلاتهم من مدينة دوما في وقت قريب، علماً أن 28.4 ألف من المدنيين خرجوا من دوما عبر الممر الإنساني في مخيم الوافدين منذ بدء تشغيل الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية، كما أنه من المقرر إتمام انسحاب التشكيلات المسلحة غير الشرعية من منطقتي عربين وجوبر طيلة يومي الجمعة والسبت، وقد غادر هذه المنطقة حتى الآن 31 ألفاً و915 شخـصاً».
كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي القول إنها توصلت لاتفاق مع المعارضة في دوما يقضي بانسحابهم دون أن تحدد الوجهة، وذكر التلفزيون الرسمي للنظام السوري «أن هناك معلومات أولية عن قرب التوصل لاتفاق يقضي بخروج جيش الإسلام من دوما إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد».

لا تتنافى

المحلل السياسي محمد العطار من دمشق رأى في لقاء مع «القدس العربي» ان التصريحات الروسية لا تتنافى بشكلها العام مع تصريحات القيادي لدى جيش الإسلام محمد علوش، الذي أكد عدم فشل المفاوضات مع الجانب الروسي، خلال تصريحات صحافية له أمس، ونفى فشلها، مشيراً إلى التوصل إلى اتفاق اولي وسط استمرارها برعاية أممية، وبرز ذلك في قوله «المفاوضات لا تزال قائمة ولا تتضمن بأي حال فكرة خروج الجيش بشكل كامل من دوما…. المفاوضات قائمة من اجل البقاء أو الخروج بحل وسط» وهذا يعني التطرق إلى خروج جزء من جيش الإسلام من مدينة دوما.
وبيّن استنادا إلى مصادر خاصة من داخل التشكيل المعارض، ان جيش الإسلام يرفض تهجير كامل أهالي المدينة وكامل عناصره مع عائلاتهم وتطبيق سيناريو القطاع الأوسط ومدينة حرستا، كما انه مجبر في النهاية على تقديم التنازلات والتي قد تقضي بخروج قيادات الصف الأول والثاني لدى التشكيل المعارض مع عائلاتهم إلى القلمون او درعا او مناطق سيطرة قوات «درع الفرات» التي تدعمها انقرة، مع المحافظة على أهالي المدينة دون اجبارهم على الاجلاء وسط عقد صفقة تسوية عامة، مقابل ما يملك جيش السلام من أوراق قوة تتمثل بالاسرى والأسلحة الثقيلة.

القافلة السادسة

وبخصوص تهجير مدنيي الغوطة الشرقية فقد ناهز تعداد مهجريها نحو 30 ألف شخص بينهم أكثر من 15 ألف مدني معظمهم نساء وأطفال، فيما كانت قد وصلت امس الجمعة القافلة السادسة من مهجري الغوطة إلى مدينة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، وضمت في دفعتها الأولى من 65 حافلة أقلت نحو 3390 شخصاً.
فيما وصل مساء الجمعة نحو 3600 شخص ضمن 62 حافلة أخرى في الدفعة الثانية، وتعتبر القافلة السادسة اكبر قافلة لمهجري الغوطة من حيث العدد، وضمت نحو 7000 شخص.
وبدأ الاتفاق الأخير بتهجير مدنيي وعسكريي الغوطة الشرقية بعد الهدنة المبرمة في التاسع عشر من شهر شباط /فبراير/ الفائت بين موسكو والمعارضة، في اعقاب حملة عسكرية هي الأعنف من نوعها، وضعت لها وسيا ترسانة عسكرية ضخمة، مستخدمة قوات النظام وميليشيات إيران في الحملة البرية، بينما غطت مقاتلاتها الحربية المعارك من الجو.
وحسب مصادر عسكرية مطلعة من الغوطة الشرقية فإن إيران حشدت الكثير من ميليشياتها الطائفية لمساندة قوات النظام وميليشياته المحلية في حملة، التي انتهت الحملة بإجبار المعارضة المسلحة على تسليم بلداتها مقابل وقف اطلاق النار، والسماح لمقاتليها بالخروج مع عائلاتهم المدنيين من رافضي مصالحة النظام إلى الشمال السوري.