هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: باشرت قوات النظام السوري مدعومة بدوريات الأمن العسكري والمخابرات الجوية بتنفيذ حملات دهم واعتقال في بلدات ريف دمشق، التي عقدت مصالحات مع نظام الأسد مؤخراً، عقب تهجير مقاتلي المعارضة السورية نحو الشمال السوري، كما شملت الاعتقالات القرى والبلدات التي سيطر عليها الأسد خلال عملياته العسكرية في غوطة دمشق الشرقية.
وتحدثت مصادر المعارضة السورية في العاصمة دمشق وريفها، عن أن قوات النظام رفعت معدلات التجنيد خلال أعمال الاعتقال، مستهدفة الشباب والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 18 و 50 عاماً، بعد أن كانت المعدلات العمرية في الأسابيع السابقة حتى سن الـ 48 عاماً.
وعمليات التجنيد «القسرية»، بحسب ما أكده الناشط الميداني في ريف دمشق رامي الدمشقي، في اتصال معه، ليس هدفها تعزيز قوات النظام السوري «الحكومية»، وإنما جل اهتمامها موجه لتجنيد أكبر عدد من الشباب «السني» في العاصمة وريفها ضمن «الفيلق الخامس- اقتحام»، المدعوم عسكرياً ومالياً من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري.
وقال الدمشقي لـ»القدس العربي»: إن الكارثة الجديدة التي بدأت تتسع رقعتها في دمشق وريفها، تكمن في أن غالبية من تعتقلهم قوات النظام السوري أو مخابراته، هم أبناء المناطق التي صالحت النظام مؤخراً، وذلك بهدف قتال ثوار الغوطة الشرقية أو لمشاركة حزب الله اللبناني في معارك وادي بردى وغيرها من المناطق.
واستطرد قائلاً: إنه من أبرز المناطق التي تعاني حملات اعتقال وتجنيد قسري هي مدينة التل على تخوم دمشق، وكذلك أبناء قرى وبلدات قطاع المرج في الغوطة الشرقية الذي تقدمت إليه قوات النظام السوري عسكرياً في وقت سابق، منوهاً إلى أن بعض من تم تجنيدهم لم يكونوا في صف الثورة السورية، وإنما وضعوا أنفسهم في خانة «الأطراف المحايدة». أما هيئة الأركان في «جيش الإسلام» بالغوطة الشرقية، فقد نددت بالاعتقالات الإجبارية التي ينفذها النظام السوري ضمن مناطق المصالحات، حيث أورد بيان رسمي لجيش الإسلام صدر السبت، 14 كانون الثاني/يناير، بأن هذه الاعتقالات هي «انتهاك صارخ لكل المعايير والأخلاق الإنسانية». ووجهت هيئة الأركان في جيش الإسلام نداءً إلى الشبان القاطنين في مناطق سيطرة الأسد بضرورة مقاومة أعمال التجنيد ضمن الفيلق الخامس، وطالبتهم بالالتحاق بالثوار للدفاع عن الأطماع الطائفية والخارجية، بحسب ما أورده بيان جيش الإسلام، على لسان محدثه حمزة بيرقدار.
وذهب الناشط الإعلامي أبو الحسن إلى أن بيان «جيش الإسلام»، هو عبارة عن بيان نصح ورسالة موجهة إلى كل منطقة هادنت النظام السوري من جديد، وأبرمت تسوية سياسية معه، كـ «التل، معضمية الشام، الضمير، حفير» وغيرها من البلدات، ليتطوع الشبان لدى كتائب الثوار بدلاً من الزج بهم في محرقة «الفيلق الخامس».
وقال أبو الحسن إن: المناطق التي هادنت الأسد، ليست بمعزل عن الاعتقالات والمداهمات، وإن المصالحات لن تكون جداراً يمنع بطش قوات النظام السوري عنهم، وقيام النظام برفع سن التجنيد، ليس إلا لتسهيل اعتقال أكبر قدر ممكن من الرجال بعد تجنيد الشباب ضمن الفيلق الخامس.