واشنطن ـ «القدس العربي»:

قال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان قوات العمليات الخاصة الامريكية في سوريا لن تقاتل في الخطوط الامامية ضد ميليشيات تنظيم الدولة»، وذلك في محاولة لنفى انتقادات حديثة تفيد ان الانتشار الامريكي في سوريا يعد انتهاكا لتعهده بعدم وضع قوات برية لمحاربة التنظيم.
واضاف خلال مقابلة مع «بي سي نيوز» ان الولايات المتحدة لن تضع قواتها في معارك الخطوط الامامية ضد التنظيم، مؤكدا ان هناك تفاهما حول أننا «لن نكون في قتال تماما كما فعلنا في العراق لأن هذا الامر لن يحل المشكلة» .
وتصريح اوباما هو اول تعليق على قرار ارسال مجموعة صغيرة من قوات العمليات الخاصة الى سوريا في خطوة قد تزيد من تورط الولايات المتحدة في الصراع السوري رغم المحاولات الامريكية الحثيثة لتجنب الانجرار الى المستنقع السوري.
وقد قاوم اوباما لسنوات دعوات لإرسال قوات برية الى سوريا تتجاوز الغارات الخاطفة. لكنه ارسل في نهاية المطاف 50 جنديا لمساعدة وتدريب القوات المحلية التى تقاتل الجماعة المتطرفة. كما تزامت خطوة اوباما التصعيدية مع الحملة الروسية لدعم الرئيس السوري بشار الاسد ضد قوات المعارضة التى تسعى لإزاحته من السلطة.
ونفى الرئيس الامريكي اعتبار هذه الخطوة اشارة الى تغيير في استراتيجية البيت الابيض تجاه سوريا التى مزقتها الحرب. وقال انه يجب الاخذ في الاعتبار ان القوات الخاصة موجودة هناك بالفعل وانها مجرد امتداد لما تقوم به الولايات المتحدة. وستبقى القوات الامريكية في سوريا في المستقبل المنظور. ولم يستبعد البيت الابيض ايضا ارسال المزيد من القوات الخاصة للبلاد اذا حققت نجاحات بمساعدة تحقيق مكاسب على الارض ضد «تنظيم الدولة».
وعلى الرغم من عدم منح هذه القوات بشكل صريح مهمات قتالية، الا انها في الواقع قد تجد نفسها في طريق الأذى وذلك وفقا لأقوال عدد من المسؤولين في واشنطن، بمن في ذلك السكرتير الصحافي للبيت الابيض، جوش ارنست، الذي قال ان لا احد ينكر حجم المخاطر التى تعترض القوات في سوريا، مشيرا الى انها مجهزة للدفاع عن نفسها.
وترك مسؤول كبير في البيت الابيض الباب مفتوحا امام فكرة ارسال المزيد من القوات الامريكية لسوريا لاجراء غارات، إذ قال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الابيض، ان الغارات – من حيث المبدأ – لن تكون وظيفة القوات الاساسية، مشيرا الى ان القاعدة هي عدم مشاركتها في مداهمات. لكنه اضاف في نفس الوقت انه لا يستبعد أى شئ.
واوضح بن رودس ان مهمة القوات الخاصة لا تتضمن الذهاب الى المعركة، مشيرا الى انه لم يتم ارسالها الى سوريا للخروج الى معارك قتالية.
واكد مسؤول دفاعي كبير ان القوات الامريكية لن تشارك في أى غارات ولكنها ستبقى في المقرات القيادية. لكنه اوضح، في الوقت ذاته، ان بعض القوات الامريكية الأخرى ستشن غارات من طرف واحد. ولم يستبعد المسؤول نشر المزيد من القوات او شن غارات مع الشركاء المحليين، مؤكدا ان هذا لن يحدث في الوقت الحاضر.
وقال نقاد ان وجود قوات امريكية برية على الأراضي السورية يتناقض بوضوح مع تعهد اوباما في 2013 حينما قال انه لن يضع «أحذية عسكرية» على الأرض في سوريا، مضيفا انه لن يكررمنهجه في العمل المفتوح على الأرض في العراق وافغانستان.
واوضح بن ردوس ان انتشار القوات الخاصة في سوريا يهدف الى تعزيز ودعم الشركاء في سوريا وتقديم المشورة لهم، علما ان البيت الابيض اعلن في الشهر الماضي الغاء برنامج وزارة الدفاع بتدريب الجماعات المتمردة، وقام، بدلا عن ذلك، بتجهيز قوات محلية لمكافحة التنظيم.
واعترف بأن القوات الامريكية قد تجد نفسها بالفعل في قتال بسوريا كما هو الحال مع الغارة التى جرت الشهر الماضي لمساعدة قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق والتى أدت الى مقتل كوماندوس امريكي.
وقد نشرت الولايات المتحدة قواتها الخاصة اثر حملة قصف جوي من قبل روسيا في سوريا. ووفقا لأقوال اكثر من مسؤول في واشنطن، فإن موسكو تسعى لدعم نظام الاسد ومساعدته على استعادة الاراضي التى استولت عليها جماعات المعارضة التى تدعمها واشنطن.
وحذرت الولايات المتحدة روسيا من التورط عسكريا في سوريا وقالت ان التدخل الروسي سيزيد من تفاقم الحرب الاهلية الدائرة منذ 4 سنوات.
وكشف بن ردوس ان روسيا مترددة في الانتقال الى شرق سوريا حيث تجرى الولايات المتحدة ضرباتها، وقال انه يشك في ان تنتقل الى العراق. ورفض الفكرة القائلة ان روسيا وجهت لكمة للولايات المتحدة في سوريا من خلال اتخاذ ادوار عسكرية نشطة، مؤكدا ان روسيا اشترت بهذا التدخل المزيد من العزلة.

رائد صالحة