عواصم ـ وكالات ـ القدس العربي» من هبة محمد: اعتبر قائد سابق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي أن رئيس النظام السوري بشار الأسد هو «الحل المناسب» بالنسبة لإسرائيل في المرحلة الحالية.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس الإثنين، عن دان حالوتس، قوله: «الأسد هو الحل المناسب بالنسبة لنا حاليا». وأضاف: «ينبغي على إسرائيل أن تتركه (الأسد) لإنهاء عمله ضد (من أسماها بـ) المجموعات الإرهابية التي تحارب ضده أولا».
إلى ذلك خرج مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين أمس الاثنين من حي برزة الواقع في شمال دمشق، في أول عملية إجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام.
وأفاد محافظ دمشق بحسب التلفزيون السوري الرسمي عن خروج 1022 شخصا، بينهم 568 مقاتلا معارضا بالإضافة إلى أفراد من عائلاتهم في الدفعة الأولى من عملية الإجلاء في حي برزة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حافلات تقل المقاتلين وعائلاتهم ومدنيين راغبين في الخروج في طريقها إلى محافظة ادلب (شمال غرب)، التي يسيطر عليها تحالف فصائل إسلامية وجهادية.
ومن المقرر وفق التلفزيون، أن «يستكمل خروج باقي المسلحين على مدى خمسة أيام» على أن «تبدأ تسوية أوضاع الراغبين في البقاء في الحي».
من جهة أخرى كشف الأمين العام لميليشيا تطلق على نفسها «كتائب سيد الشهداء» المعروف باسم أبو آلاء الولائي في تصريحات صحافية نقلتها وكالات الإعلام الإيرانية والإعلام الحربي التابع لـ»الحشد الشعبي» أن الميليشيات العراقية العاملة تحت مظلة «الحشد» تتجه ضمن تنسيق مع النظام السوري وقيادة «حزب الله» اللبناني إلى شن معركة انطلاقا من الأراضي العراقية في اتجاه الحدود السورية العراقية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال ولائي إن رئيس الوزراء العراقي منع دخول «الحشد الشعبي» إلى تلعفر نتيجة لضغوطات إقليمية، لافتاً إلى أن الميليشيات العراقية التابعة لـ»الحشد الشعبي» تتجه لدخول معركة لتحرير الحدود العراقية السورية ومنع القوات الأمريكية من قطع طرق الاتصال بين العراق وسوريا، حيث قال: «القائد العام للقوات المسلحة نتيجة للضغوطات الموجودة من إردوغان ومن الأتراك ومن الأمريكان منع الحشد الشعبي من الدخول إلى تلعفر، الآن بعد ان حُسمت الخيارات، نحن ذاهبون إلى الحدود في معركة قريبة، الأسبوع المقبل إن شاء الله، باتجاه الحدود السورية».
وأكد أن «ميليشيا سيد الشهداء موجودة حاليا في سوريا، ضمن مجموعات الحشد الشعبي»، وأضاف: «خلال الأيام المقبلة، ستبدأ عملياتنا من مدينة المير باتجاه النتف، على محور بطول 170 كلم وعلى ثلاث صفحات، الصفحة الأولى تشترك فيها قوات النظام السوري، والثانية «حزب الله» اللبناني، والثالثة ميليشيات الحشد الشعبي العراقية بمختلف مسمياتها، ليصلوا الى أطراف الحدود، من العراق أيضا على شكل 3 صفحات، الأولى هي تحرير القيروان كخط صد، والصفحة الثانية تحرير البعاج، والثالثة أن نلتقي بإخواننا على الحدود السورية – العراقية ونفوّت الفرصة على الأمريكان إذا أرادوا الذهاب إلى الحدود وإمساكها فيفصلون سوريا عن العراق»، حسب تعبيره.
وتابع الأمين العام لميليشيا «سيد الشهداء»: «ما لم تنته المعركة في سوريا لن تنتهي المعركة في العراق، عندما قاتلنا في سوريا قبل سنتين من بدء الأحداث في العراق كنا نعلم جيدا أن المعركة ستنتقل إلى العراق، واليوم أيضا نقول ما لم تنتهِ المعركة في سوريا لا تنتهي المعركة في العراق، لذلك نحن عازمون على ملاحقة الدواعش سواء في العراق او خارج العراق»، وفق تقديراته.
وبالرغم من أن تواجد الميليشيات العراقية ممن تم تجنيدهم وإرسالهم الى سوريا تحت يافطة الدفاع عن المقدسات والمراقد الشيعية أمر معروف وقديم منذ اندلاع الثورة السورية، إلا أنها لم تزل في حالة من التضخم وتوسيع النفوذ، مثل ميليشيا «أسد الله الغالب»، و»كتائب الإمام علي»، و»حركة النجباء»، و»عصائب أهل الحق»، و»صابرون» الحيدرية، وغيرها، والتي ستشارك في العملية العسكرية المقبلة على الحدود السورية – العراقية، إلا أن هذه هي المرة الأولى ستأخذ تلك المشاركة صبغة رسمية.
وكان نوري المالكي قد صرح مطلع العام الحالي، خلال مؤتمر صحافي عقده في طهران إن ميليشيات «الحشد الشعبي» قد تتوجه نحو الأراضي السورية إذا اقتضت الحاجة ذلك، على حد وصفه.
في حين أعلن المتحدث باسم «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي سابقاً أن ميليشيات «الحشد» العراقية مستعدة للقتال في سوريا، وهو أمر اعتبره مراقبون إعلانا رسميا بتحول «الحشد» إلى ميليشيات «عابرة للحدود» لتنفيذ أجندات طائفية إقليمية، حيث قال الأسدي إن «إحدى مهام الحشد الشعبي المستقبلية هي تأمين الحدود مع سوريا، وقطع إمدادات تنظيم الدولة المقبلة من سوريا»، معتبراً أن الجنود العراقيين العاملين ضمن ميليشيات «الحشد» مستعدون للذهاب إلى أي مكان يتضمن تهديداً «للأمن القومي العراقي»، وعن دخول ميليشيات العراقية إلى سوريا، قال الأسدي إن ذلك سيكون بالتنسيق بين الحكومتين العراقية والسورية.