واشنطن – جويس كرم

في تحرك يرافق زيارة مسؤولين من مجلس الأمن القومي الأميركي إلى إسرائيل لتهدئة مخاوفها من اتفاق التهدئة الأميركي – الروسي في جنوب سورية، بعث ٤٣ نائباً أميركياً من الحزبين الجمهوري والديموقراطي برسالة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحضه على وضع استراتيجية تتصدى لنفوذ طهران في سورية.
وتدعو الرسالة التي حصلت «الحياة» على نسخة منها إلى «استراتيجية أميركية في سورية تتضمن خططاً لمنع إيران من كسب وجود دائم على حدود إسرائيل والأردن، وتمنع صادرات الأسلحة لحزب الله». وبدأ النواب رسالتهم بالتعبير عن «قلق بالغ من الوجود الإيراني في سورية» بعد عودتهم من جولة إلى المنطقة شملت تل أبيب و «سماع قلق حليفتنا القريبة إسرائيل حول العمليات الإيرانية في سورية وتحديداً منذ توقيع اتفاق وقف النار (بين روسيا وأميركا) في تموز (يوليو) الفائت، والذي خلق مناطق تهدئة على الحدود مع إسرائيل والأردن».
وأضافت الرسالة أن إيران «تقدم دعماً هائلاً للنظام السوري من المال والذخيرة وقوات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس» وقدرت عدد هؤلاء بين ١٣٠٠ و١٨٠٠ عنصر. وحذر النواب من أن إيران تسعى إلى وجود عسكري دائم في سورية، وهذا فيه تهديد لإسرائيل والأردن و لـ «مصالح الولايات المتحدة»، كما حذّروا من جسر إيراني «قد يمتد» من طهران إلى العراق إلى سورية فلبنان»، وأن ذلك «سيمنح إيران القدرة على بسط قوتها من الخليج إلى المتوسط». وأكد النواب أن أي اتفاق «يسمح لإيران بنشر قواتها قرب إسرائيل لا يلاقي المصالح الأميركية». ولفتوا إلى أن «الـ١٥٠ ألف صاروخ لحزب الله أكبر من (صواريخ) كثير من الدول وتشكل تهديداً عسكرياً خطيراً على إسرائيل».
وطالبت الرسالة تيلرسون «بأن يأتي إلى الكونغرس لتقديم استراتيجية تتضمن كيفية التصدي لإيران ومنعها من الوجود في شكل دائم على حدود سورية والأردن».
وتأتي الرسالة في وقت يزور وفد أميركي رسمي إسرائيل للبحث بهذا الملف. وأكدت مسؤولة في البيت الأبيض لـ «الحياة» أن الزيارة «روتينية» و «تقع ضمن آلية التنسيق الاستراتيجي والمهم مع إسرائيل».
وقال الخبير الأمني توبياس شنايدر لـ «الحياة» أن الاتفاق الروسي – الأميركي بصيغته الحالية «لا يتضمن وسائل واقعية للتصدي للنفوذ الإيراني على الحدود». واعتبر أن إيران في سورية الْيَوم «تدير شبكات لعشرات آلاف من عناصر الميليشيات وزادت نفوذها في السياسة والاقتصاد» بعد ست سنوات على الحرب.