أعلن “سمير نشار” رئيس الأمانة العامة لـ “إعلان دمشق” انسحابه من “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية” ليلة أمس السبت، وذلك لعدة أسباب لخصها في حديث خاص مع أورينت نت.

 إحباط
وقال نشار إن قراره بالانسحاب جاء بسبب عدم تمكنه من خدمة الثورة السورية ومدينة حلب “المنكوبة والتي هي مدينتي، وتمر بظروف عصيبة حالياً”، من خلال تواجده بالائتلاف الوطني. وأضاف نشار أنه كان يدرس قرار الانسحاب منذ فترة ليست بالقصيرة، ولكنه كان متريثاً بناءاً على نصائح زملائه في إعلان دمشق “عسى ولعل أن تتحسن الأحوال، وخشية أن ينعكس – الانسحاب – سلباً على الثورة السورية على اعتبار أن الائتلاف هو الممثل الشرعي للثورة السورية وللشعب السوري”.
وكشف نشار أن بعض الأعضاء الآخرين يفكرون باتخاذ خطوة مشابهة، حيث أن هناك “حالة من الاحباط عند الكثير من الشخصيات المستقلة بالإئتلاف والوازنة ثقافياً وسياسياً”.
وبيّن نشار أن إعلان دمشق ليس ممثلاً في الائتلاف، ولكنه ممثل في “المجلس الوطني” ككتلة، وأوضح أنه كان مندوباً عن المجلس الوطني السوري في الإئتلاف، حيث أن هناك كتلة للمجلس الوطني في الإئتلاف، بينما يعتبر إعلان دمشق، الذي يشغل نشار منصب رئاسة أمانته العامة، أحد مكونات المجلس الوطني وليس الإئتلاف، ونوه نشار إلى أن إعلان دمشق كان من المعارضين لقيام الإئتلاف على “أنقاض المجلس الوطني”.

“لا تعويل على الإئتلاف”
واعتبر نشار أن المجلس الوطني السوري هو “صيغة وطنية لإرادة السوريين الأحرار” بينما الإئتلاف الوطني هو “نتيجة إرادات إقليمية ودولية لمصادرة القرار الوطني السوري” ولم يحاول أعضاء الإئتلاف صياغة موقف مشترك حقيقي يعبر عن ارادة السوريين، واصبح الإئتلاف في كثير من مراحله رهينة للقرار الدولي والاقليمي وليس معبراً عن ارادة السوريين، وأثبتت “سيرة الإئتلاف أنه عاجز عن خدمة الثورة ومدينة حلب وأن الأمراض الذاتية أصبحت صفة ملازمة لكتله، والتي تتصارع خدمة لمصالح اقليمية او دولية أو انتخابية أو شخصية، ولذلك لم يعد يعول عليه في أن يكون معبراً عن طموحات السوريين”.  

“طالبت بتعليق العملية السياسية”
وعن موقفه من العودة للمفاوضات مع نظام الأسد أكد نشار أنه طالب بتعليق العملية السياسية برمتها بسبب المواقف الدولية والإقليمية، حيث أن نظام الأسد وروسيا والولايات المتحدة تنكروا لبيان جنيف الذي ينص على تشكيل “هيئة حاكمة انتقالية” ذات صلاحيات تنفيذية كاملة والذي نص عليه القرار الدولي “2118” الذي ينص على أن جميع الصلاحيات بما فيها صلاحيات “رئيس الجمهورية” هي للهيئة الحاكمة الانتقالية.
وتم تجاوز هذا القرار من قبل الكثير من القوى الإقليمية والدولية، وبدأ طرح قبول بشار الأسد في المرحلة انتقالية يلقى قبولاً من مختلف هذه القوى، وهذا ما رفضته الهيئة العليا للمفاوضات التي نص بيانها بمؤتمر الرياض على أن تنحي بشار الأسد في بداية المرحلة النتقالية هو أمر أساسي ومن مستلزمات التفاوض كمرجعية وهناك جهود دولية لتجاهل هذا الموضوع.

عبد العظيم والشرط التعجيزي!
وأشار نشار إلى موقف “حسن عبد العظيم”، المنسق العام لهيئة التنسيق، والعضو بالهيئة العليا للمفاوضات يقول أن مطلب “تنحي بشار الأسد هو شرط تعجيزي” بالرغم من مشاركته في اجتماع هيئة التفاوض بمؤتمر الرياض ووقع على البيان الذي نص على مطلب تنحي بشار الأسد، وفي تصريحات لاحقة قال عبد العظيم إن بعض قيادات الإئتلاف يتفقون معه في هذه الرؤيا، ويقول نشار إنه طالب بموقف صريح واضح من الإئتلاف الوطني اتجاه تصريحات “حسن عبد العظيم” التي تناقض بيان الرياض وادانتها حيث أنها “خروج عن الاجماع الوطني والثوري السوري الذي يقول أن بشار الأسد ليس له أي دور منذ بداية المرحلة الانتقالية”، وأضاف نشار أن اجتماعات بروكسل، التي عقدت في 13 حزيران 2016، التي تمت برعاية أوروبية وتم دعوة الإئتلاف الوطني وهيئة التنسيق إليها هي محاولة لتحجيم دور الهيئة العليا للمفاوضات التي تتمسك بالإجماع السوري حول تنحي بشار الأسد والقفز على وثيقة الرياض.

“أهداف مختلفة عن أهداف الثورة السورية”
وحذر نشار من أنه يعلم أن هناك “ميل عند بعض الشخصيات، سواء في الإئتلاف أو حسن عبد العظيم، لتقاطعات وتوافقات مع قوى إقليمية ودولية لأهداف مختلفة والبعيدة كل البعد عن أهداف الثورة السورية”، واعتبر أن اسقاط النظام يعني اسقاط بشار الأسد حيث لا يجوز الفصل بينهما “كما يحاول عبد العظيم” حيث أن “هذا النظام صنعه حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار وبالتالي إزاحة بشار تعني اسقاط النظام أما بقاء بشار فهذا يعني أن النظام بقي. ولا يمكن التلاعب بهذه المفردات وإيجاد مساحة، كما تحاول هيئة التنسيق بكل مؤتمراتها وعبد العظيم تحديداً، إيجاد مساحة أو فارق بين بشار الأسد وبين النظام”.

“أقدم مدن التاريخ”
وعن الموقف من مدينة حلب المحاصرة والموقف الدولي منها قال نشار بأن الدول الأوروبية هي الأحرص حالياً على حلب التي تجمعهم بها روابط وإرث تاريخي، ولأنها تعلم قيمة وأهمية هذه المدينة والتي “عمرها أكبر وأبعد من جميع الدول والعواصم الموجودة في العالم فحلب من أقدم مدن التاريخ” ومن الجهة الأخرى تتابع الولايات المتحدة استنزاف الجميع في سوريا على حساب دماء السوريين.
وعن ثوار حلب، نوه نشار بموقفهم، مذكراً بردهم على السفير الأمريكي والذي كان “رداً مشرفاً مليئاً بالفخر” حيث أصروا على الصمود، ورأى أن صمود ثوار حلب سوف يجبر المجتمع الدولي على التدخل حيث لا يمكنه تحمل كل هذا التدمير والقتل.