تصدرت نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي أجريت في تركيا أمس الأحد، اهتمامات معظم الصحف العربية والخليجية والمواقع الإلكترونية الدولية الناطقة باللغة العربية، والصادرة اليوم الإثنين.

وفيما احتفت غالبية الصحف العربية بفوز العدالة والتنمية، تجاهلت صحف حكومية في مصر تغطية نتائج الانتخابات، مكتفية بتقارير عن إجراءها دون التعرض للنتيجة. وفيما أبرزت جميع الصحف في عناوينها وتغطياتها أن نتيجة الانتخابات التي أظهرت فوز حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بالغالبية المطلقة، تتيح له تشكيل الحكومة منفرداً، قدمت أخرى قراءات لتلك النتائج، معتبرة أن “الشعب اختار الاستقرار وعاقب المتطرفين سياسيًا”.

واحتل خبر فوز العدالة والتنمية عناوين ومانشيتات الصفحات الأولى لعدد من الصحف من بينها “العربي الجديد” اللندنية، و”القدس العربي” اللندنية، و”الشرق الأوسط”، و”الرياض”، و”الحياة” السعودية، و”الشرق”، و”الوطن” القطريتين. كما أبرزته كل من مواقع “الجزيرة نت”، و”العربية نت”، “وبي بي سي” عربي، في الواجهات الرئيسية لمواقعهم الإلكترونية. 

وتناولت الصحف القطرية الأربعة (الشرق، والوطن، والراية، والعرب) فوز حزب العدالة والتنمية، فيما كان الفوز هو محور افتتاحية جريدة “الشرق” التي جاءت تحت عنوان “الشعب هو الرابح بفوز حزب أردوغان” (في إشارة إلى العدالة والتنمية بزعامة أحمد داود أوغلو)، منوهة إلى أن “تركيا شهدت وبحق بالأمس عرساً ديمقراطياً بمعنى الكلمة، وجاءت نتائجه بمثابة انتصار للديمقراطية أحرزه الشعب التركي وحده، عن وعى بقدرة حزب الرئيس رجب طيب أرودغان وحزب العدالة والتنمية، على العبور به نحو آفاق استقرار وتنمية رحبة”.

واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها “أن نجاحات سياسات الحزب خلال السنوات الماضية، خاصة الاقتصادية منها، قد مهدت الطريق أمام ذلك الفوز، الذي جاء ليؤكد ويبرهن على أن أردوغان هو الرجل القوي القادر على ضمان حماية واستقرار تركيا وتحقيق طموحات شعبه.

وإضافة إلى الافتتاحية تناولت الجريدة وموقعها الإلكتروني “بوابة الشرق”، تغطية موسعة للانتخابات ونتائجها واحتفال الأتراك بفوز حزب العدالة والتنمية من خلال تقارير بالصور والفيديو. 

وفيما جاء الخبر في الصفحة الأولى لجريدة “الشرق” تحت عنوان “تركيا: انتصار حاسم لحزب “العدالة والتنمية”، فقد جاء في الصفحة الأولى لجريدة “الوطن القطرية تحت عنوان “فوز كبير للعدالة والتنمية التركي”. 

وأبرزت “الوطن” و”الراية” القطريتان في عناوينهما تصريحات رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، عقب إعلان النتائج الأولية، حيث جاء في الوطن تحت عنوان “(داود) أوغلو: إنه عيد الديمقراطية”، وفي “الراية” تحت عنوان: “(داود) أوغلو: نتائج الانتخابات انتصار للديمقراطية”. 

وأبرزت الصحف القطرية أن “حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو استعاد أمس الغالبية المطلقة، بعد الفوز الحاسم الذي حققه في الانتخابات البرلمانية المبكرة، حيث حصد 49.4% من الأصوات، ما يؤمن له 316 مقعدًا من أصل 550 في البرلمان”.

وقارنت الصحف تلك النتيجة، بنتيجة انتخابات يونيو/ حزيران الماضي، الذي احتل فيها حزب العدالة والتنمية الصدارة بحصوله على 40.6 بالمئة من الأصوات، لكنه لم يحصل سوى على 258 مقعدًا برلمانياً فقط.

أما جريدة “الشرق الأوسط” السعودية، فقد عنونت تغطيتها حول الانتخابات التركية بـ “الأتراك يعودون إلى بيت العدالة والقوميون أكبر الخاسرين.. اختاروا الاستقرار على معادلة الحكومات الائتلافية”.

وقالت الصحيفة إن “تركيا عادت إلى بيت حزب العدالة والتنمية، بعد مغامرة استمرت أقل من 5 أشهر، خسر خلالها الحزب الذي يحكم البلاد منذ عام 2002 الأكثرية البرلمانية التي تخوله تشكيل الحكومة، حيث عاشت فيها البلاد أسوأ أزماتها السياسية والاقتصادية والأمنية.

وقدمت الصحيفة مقارنة بين النتائج التي حققتها الأحزاب في تلك الانتخابات وانتخابات يونيو/ حزيران الماضي، مشيرة إلى أن “النتائج شبه النهائية للانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت أمس، أظهرت استعادة الحزب الحاكم للأغلبية التي يحتاجها لتشكيل الحكومة”.

وأوضحت الصحيفة أن “حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، تقدّم في هذه الانتخابات قرابة نقطة واحدة، فيما كان حزبا “الحركة القومية” و”الشعوب الديمقراطي” أكبر الخاسرين، بتراجع الأول أكثر من 4 نقاط، وخسارته قرابة نصف عدد المقاعد التي نالها في الانتخابات السابقة قبل 5 أشهر، أما الحزب الكردي فقد أفلت بصعوبة من الإقصاء التام بحصوله على نحو 10.3% من الأصوات، بتراجع نحو 3 نقاط، أي بفارق ضئيل عن نسبة الـ 10% التي تسمح بدخوله البرلمان.

وأشارت أن هذه الأرقام بينت “أن حزب العدالة والتنمية استعاد الأكراد المحافظين الذين كانوا يصوتون تقليدياً له قبل أن يتخلوا عنه في الانتخابات السابقة، وزاد الحزب 2.7 مليون ناخب جديد إلى حصته من الناخبين في عموم تركيا”.

وبينت أن النتائج تظهر “أن الأتراك اختاروا الاستقرار السياسي الذي ساد في عهد العدالة والتنمية في السنوات السابقة منذ توليه الحكم عام 2002، فيما كانت الأشهر الخمسة الماضية التي تلت الانتخابات حافلة بالتطورات السلبية، حيث انفجرالصراع المسلح مع الأكراد مرة أخرى، مما أدى إلى مقتل قرابة 1000 شخص، كما شهدت البلاد تراجعاً حاداً في قوة العملة الوطنية، وشهدت أيضاً اضطراباً سياسياً تمثل في عجز الأحزاب عن تشكيل حكومة ائتلافية”.

في الإطار نفسه جاءت تغطية جريدة “الحياة” في طبعتها السعودية، والتي جاءت تحت عنوان “أردوغان يستعيد سلطاته والأتراك يعاقبون المتطرفين”، وفق تعبيرها. وبينت أن الناخبين رجحوا “الاستقرار الذي اعتادوا عليه خلال حقبة الحزب الواحد”، وأشارت إلى أنه “بدا واضحاً أن الناخب قرر معاقبة المتطرفين سياسياً، وعلى رأسهم حزب الحركة القومية الذي خسر نحو نصف أصواته”، حسب قولها.

وقدمت الصحيفة قراءات لتأثير نتيجة الانتخابات على السياسة الخارجية لتركيا، مشيرة إلى أنه “إذا تكرّس الفوز المريح لـ العدالة والتنمية، ستعود تركيا إلى السياسة الخارجية التي انتهجتها قبل انتخابات حزيران، خصوصاً في ما يتعلق بالحرب السورية، ومواصلة دعمها التيارات الإسلامية في الشرق الأوسط”، على حد زعم الصحيفة.  

بدورها أبرزت جريدة “العربي الجديد” في تغطيتها المقارنة بين نتائج انتخابات يونيو ونوفمبر، والتي جاءت تحت عنوان “فوز ساحق للعدالة والتنمية وتراجع للشعوب الديمقراطي.. تركيا: العدالة والتنمية يحكم منفردًا”. وبينت أن الناخبين الأتراك، أمس الأحد، حسموا خيارهم بعدم تكرار سيناريو انتخابات 7يونيو/حزيران، بعدما منحوا حزب العدالة والتنمية انتصاراً حاسماً في الانتخابات البرلمانية العامة”.

أما “الشروق” الجزائرية، فأبرزت التهاني التي بدأ يتلقاها حزب العدالة والتنمية بمناسبة فوزه، وجاءت التغطية في “الشروق” تحت عنوان “هنية يهنئ أردوغان بفوز “العدالة والتنمية” في الانتخابات التركية”. 

وبينت الصحيفة أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، اعتبر أن “صدى فوز العدالة والتنمية يتردد في فلسطين، والقدس، وغزة، التي وقف معها الرئيس أردوغان وتركيا الشقيقة”. 

من جهتها أبرزت “الرسالة” الفلسطينية أن نتائج الانتخابات صدمت إسرائيل، وتحت عنوان: “نتائج الانتخابات التركية تفاجئ (إسرائيل)”، أشارت الصحيفة أن “الباحث الصهيوني افرايم عنبر علق على النتائج التركية بالقول: صعود أردوغان نسف البيئة الإقليمية والاستراتيجية لإسرائيل بشكل كارثي، فيما قال المعلق الصهيوني برئيل: في عهد أردوغان غزة أصبحت تحاصر (إسرائيل) وليس العكس”.

الاناضول