منذ طفولتي لدي اهتمام بالأحداث السياسية وأخبار الحروب والأزمات في العالم منذ حرب العراق 2003 الى حرب تموز في لبنان 2006 حتى بداية أحداث الربيع العربي والثورات التي اندلعت في عدت دول عربية حتى وصلت إلى سوريا
هذا الاهتمام كان بسبب خلفية والدي السياسية وجلساته مع أصدقائه في الحزب الشيوعي داخل بيتنا والتي كنت احاول دائما ان احضرها لاستمع واستفيد من ثقافتهم
أثناء متابعتي لكافة الأحداث خارج سوريا سابقا كنت مقتنع ان هناك منظمات دولية تدافع عن حقوق الإنسان وسلطات دولية ممثلة بالجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن ترعى حقوق الشعوب ومحكمة جنايات دولية مخصصة لمحاسبة المجرمين الدوليين
مع بداية الربيع العربي كنت أبلغ من العمر 14 عام لا أتذكر أنه فاتني نشرة أخبار او مؤتمر صحفي او جلسة لمجلس الأمن او الأمم المتحدةالا وكنت اتابعها باهتمام بالرغم من عدم ادراكي لكل ما يتكلمون به في ذلك الوقت ولكن كنت دائما أسجل ملاحظات واستفسر عنها إما من والدي او الانترنت
بالتزامن مع احداث الربيع العربي انطلقت قناة بردى المناهضة لحكم الأسد وكان يتصدرها شخصين اذكرهم (وحيد صقر رحمه الله ومحمد الرحال اظن من عدة سنوات مختفي وفيما بعد ربطتني بهم صداقة جيدة) المهم في الأمر أنهم كانوا يحاولون تسليط الضوء على جرائم الاسد في الماضي التي ارتكبها في حماة وحلب ويركزون عن معاملة الأجهزة الأمنية في المعتقلات والسجون كنت أتفاجئ عندما أسمع كلامهم حتى انني لم أكن أصدق كل الكلام لأنني كنت اقول بنفسي لماذا الآن يتكلمون؟ ولماذا لم يحاسب هائولاء المجرمين حتى الآن؟ لماذا لم يتحرك المجتمع الدولي من أجل أكثر من 50 ألف شخص قتلوا في احداث حماة؟ كل هذه الاستفسارات استنتجت اجاباتها مع سقوط أول شهيد في صفوف المتظاهرين برصاص قوات الأسد بسبب مطالبته ببعض الإصلاحات على المستوى الأمني والمعيشي والإداري في البلاد ولم يتحرك أحد من أجله ولم يستطيع أحد أن يحاسب قاتله تأكدت يومها أن كل هذه الهيئات والمنظمات الدولية والأسماء الرنانة شهود زور على كافة الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب في العالم وليس فقط شهود إنما شركاء منظمين لها ولا يتدخلون الا عندما تتضرر مصالح فلا يهمهم أن تضيع حقوق شعوب بكاملها فداء لمصالحهم مع مجرم حرب ينفذ أجندتهم واوامرهم.
“المجتمع الدولي يحمي المجرمين ويتخلى عن الشعوب”
*ناشط سوري من الغوطة