.على الرغم من كثرة المتغيّرات من حولنا إلا أن نقابة المعلّمين العامة تُقدِم على انتخابات في قمة الهرم النقابيّ، ما تفسيرك لذلك؟

  • النقابة مؤسّسة ضخمة، أعضاؤها 25000 معلم تقريباً، وهي تؤدّي استحقاقاً لابدّ منه لتكون مؤسّسة ناجحة.. لم يبقَ “إلى الأبد” شيء بعد الثورة، والحقيقة أن الانتخابات تأخّرت عن موعدها لأسباب فنيّة إلا أنها بدأت والحمد لله..

. هذا يعني أن العمل ليس جديداً، متى بدأتم بتأسيس النقابة العامّة السورية للمعلّمين؟

  • بدأت العمل 2014 مع مجموعة من الزملاء – كانوا أسبق في النزوح – في تشكيل نقابة المعلّمين من خلال ما يُسمّى اتّحاد اللجان للتأهيل والتنمية، وكنت صاحب الرأي الذي يقول بتشكيل النقابة أولاً ثم الالتفات إلى التحالفات أو الاتحادات.. وهذا ما حصل بعد مخاض عسير.

. ما أبرز الأعمال التي قمت بها أثناء تأسيس النقابة؟

  • كنت على رأس مجموعة من الأفاضل أعددنا النظام الداخليّ، وللعلم.. النظام الداخليّ أساس أيّ منظمة، لابدّ منه في أيّ مؤسسة لتكون مستقرّة وذات كيان قابل للحياة والتجدّد.. النظام الداخلي أحد أهم أعمدة النقابة.

. ما المعلّمون الذين يتمثّلون في النقابة جغرافياً؟

  • المعلّمون السوريّون في الداخل المحرّر، بالإضافة للمعلّمين الموجودين في دول الجوار ( الأردن ولبنان وتركيا ). ولا يفوتني التذكير بأن العضويّة اختياريّة، لا إجبارَ لأحد بالانتساب.

. ما أهمّ الأهداف التي تعمل النقابة لتحقيقها؟

  • الأهداف كثيرة ومتنوّعة، منها ما هو قريب ومنها ما هو إستراتيجيّ..  ولكن الأبرز:
  • الإسهام في تكوين مشروع تربوي وطني يرمي إلى إرساء مجتمع مدني.
  • الارتقاء برسالة المعلم ومهنته وتطويرها والمحافظة على أخلاقياتها وتقاليدها.
  • حماية العمل التربوي باعتباره عملاً إنتاجياً وطنياً، والمشاركة في تطوير مردود العاملين فيه.
  • المشاركة في رفع مستوى التربية والتعليم، وسوية المدرسة السورية بمختلف مستوياتها.
  • رعاية مصالح المعلمين المادية والمعنوية والصحية والاجتماعية والثقافية.
  • السعي لتأمين الحياة الكريمة للمعلمين وعائلاتهم في حال التقاعد والعجز والشيخوخة والوفاة .

. لِمَ لم تتقدّم للترشّح لمنصب النقيب الأول للنقابة؟

  • لسبب وحيد مهمّ، النقابة في طور التكوين تحتاج لشبكة علاقات كثيرة وواسعة ومتنوّعة وتواصلات واتّصالات لا أدّعي معرفتها في وقت قصير.

. ما أبرز ما تضمّنه بيانك الانتخابيّ؟

  • البيان الانتخابيّ خطوط عامّة ترسم ما ستعمل عليه النقابة في فترة 3سنوات.. وهي:
  • تدعيم ما قامت به النقابة من اتفاقيات وما وقّعته من بروتوكولات، واستثمارها بالشكل الأمثل والبناء عليها لإنجازات جديدة تصبّ في مصلحة عملنا النقابيّ والوطنيّ.
  • مشاركة المنظمات العاملة في الشأن التعليمي السوري بالقرار، والعمل على تمكين النقابة من ممارسة دورها كحامل أساسيّ للنهضة والمجتمع المدنيّ.
  • متابعة السعي لترخيص النقابة كمؤسسة مدنيّة للحصول على الاعتراف المحلّيّ والدوليّ، وتأمين الدعم الماديّ والمعنويّ لها؛ لتمارس دورها كشريك فاعل بين المؤسسات الداعمة للتعليم والمؤسّسات التنفيذية “المدارس”.
  • المشاركة في الإشراف على العمليّة التربوية التعليمية للسوريين في الداخل ودول الجوار، ومراقبة سيرها واقتراح الحلول للصعوبات التي تواجهها.
  • الدفاع عن حقوق المعلمين، ومتابعة العمل مع كافة الجهات لتلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية والصحية والفكرية. والعمل مع المنظمات المحلية والدولية على متابعة تأهيلهم تربوياً وعلمياً ليكونوا أكثر قدرة على مواجهة الواقع الجديد في الداخل ودول الجِوار.
  • العمل على إقامة شبكة علاقات عربية ودولية صديقة للمساعدة في إنهاض الوضع التربوي التعليمي السوري الذي حلّ به الدمار والخراب. والتأسيس لمشروع تربويّ وطنيّ متطوّر يعتمد على الخبرات السوريّة في الداخل والخارج.
  • ترسيخ العلاقة بين النقابة العامة وفروعها مع المجالس المحلّية والمنظّمات العاملة في الشأن التربوي التعليمي؛ لتكون شريكاً فاعلاً في كل البرامج والفعاليات التي تعبّر عن الرؤية الوطنية السورية، معتمدة آليات متجدّدة في إنجاز المهمّات؛ لجعلها ركناً أساسياً في “حوكمة” التعليم.

. آخر ما تطرّق له البيان.. “حوكمة التعليم”، لمَ أوليتها هذه الأهمّيّة؟

  • ليس خافياً ما تعيشه عمليّة التربية والتعليم للسوريين من اضطراب وفوضى، ولذلك أسبابه الذاتية والموضوعيّة، لذلك لابدّ من العمل للحوكمة، ففي ذلك إعادة القطار إلى السكة السليمة، إذ ليس مقبولاً تعدّد المرجعيّات الإدارية في قطاع واحد، بل لا يمكن الوصول إلى المخرجات المتوخّاة من العمليّة التعليمية التربويّة وفي هذا الظرف الاستثنائيّ الصعب.

. ألا تلعب المعاناة الماديّة للمعلّم دوراً في تراجع جودة التعليم الذي يعاني منه تعليم السوريين؟ وما أنتم فاعلون لتجاوز الواقع الصعب؟

  • ليس المعاناة ماديّة وحسب، والمعلم بذل ويبذل قصارى جهده ليحقّق الأهداف المنشودة، وثمة أمور أخرى يجب ألا تغيب عنا، أمورنا لم تعد كاملة بأيدينا، يجب العمل على استعادة قرار تعليم أبنائنا أولاً، وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية و الصديقة بالإضافة إلى جهودنا مجتمعين. الوضع المادّي صعب، ولكن سنجد المخارج بالتفكير السليم والتشاركية والتعاون.

. وماذا عن الوضع السياسيّ؟ هل سيكون لكم دور في المستقبل في المفاوضات الجارية؟ ما الذي ستقومون به في حال كنتم في هذا الإطار؟

  • أولاً النقابة العامة منظمة مجتمع مدنيّ، ليست تابعاً لحكومة ولا مروّجاً لحزب أو فصيل أو تيّار، الوضع الحالي يقتضي من النقابة أن تكون شريكاً فعلياً للوزارة للنهوض بالتعليم والعمل الوطني.. ذلك أيضاً لا يعني أن من حقّ النقابة التفريط بثوابت الثورة والعمل الوطنيّ.

في المفاوضات هناك غرفة للمجتمع المدنيّ، وهناك الهيئة العليا للمفاوضات، والمنصات الأخرى، ولا أعرف إن كان للنقابة تواصل بهذا الشأن، لكننا سنعمل على أن نكون ضمن المجتمع المدني، عبر المنظمات الفاعلة بهذا الشأن، لتكون مطالبنا مع بقية فئات المجتمع موجودة، فنحن من أكبر المنظمات المدنية الفاعلة، ويجب أن تكون لنا كلمتنا في شؤون وطننا.

 . ثمّة سؤال برز مؤخّراً، كان من شروط الترشح لمنصب النقيب العام القبول بالاستقرار في المناطق المحرّرة، ما الإيجابية لمثل هذا الشرط؟ أليس ذلك خروجاً عن النظام الداخليّ؟

  • النظام الداخليّ لم يحدّد (الداخل والخارج)، وعدد من المؤسسين كانوا معنا في الداخل، هذا أولاً، وثانياً لم يعد من عمل يقوم به النقيب في الخارج اللهم إلا التواصل والعمل مع المنظمات وحضور المؤتمرات وعقد الاتفاقيّات، لأننا لم نعد نمتلك من أمرنا شيئاً، فوجود النقيب في الداخل أوجب، وعمل من ينوب عنه في الجوار أنسب.. هذا ليس موضوع خلاف، المهمّ ألا تكون النقابة تحت وصاية قوة عسكرية أو سلطة مهما كان نوعها، وإن تحقّق ذلك فسأكون حتماً في المناطق المحرّرة.

. أخيراً.. لِمَ لم تذكر في بيانك أنك مرشّح الرقة ودير الزور والحسكة، بينما المرشحون ذكر كل منهم المحافظة التي يترشّح عنها؟

  • لم أذكر ذلك وتقصّدته، لأني سأكون ممثّلاً لكل معلّم سوريّ، ولم أترشح لأحوز المكاسب لمنطقة دون أخرى.. أنا معلّم سوريّ أمثّل المعلّمين السوريين كلّهم. المرشّحون الآخرون أحرار فيما يرون، وأكنّ لهم الاحترام والتقدير، وأتمنّى أن يكون النقيب هو الأجدر بين أقرانه، ويدفعهم للتعاون معه لتحقيق أهداف النقابة والسير بها إلى الأمام.

الرقة بوست