معبر باب السلام تجارة نشطة وتهريب بسيارات الإسعاف ومأساة للسوريين

 

معبر-660x330خاص سوريات: عادل العايد

 

حركة الشاحنات التجارية النشطة، هي أول ما يطالعك على معبر باب السلام على الحدود السورية التركية، أولاد سوريون متسولون حفاة، ومصابي وجرحى حرب عائدون من مشافي تركيا، وكذلك معاقون يبيعون الماء والكولا للسوريين المنتظرين لأجل الدخول لسوريا، ومن بين كل ماسبق، تمر السيارات الفارهة العائدة لأحد قادة الكتائب المشرفة على المعبر، ليهرع إليها المتواجدين بغية أن يساعدهم من في داخلها بالمرور، تمر السيارات فيما يبقى هؤلاء ووجوههم يعلوها الوجوم واليأس. كانت المرأة الثلاثينة تحمل ورقة بيدها وتحاول أن تشرح للموظف التركي أنها تريد الالتحاق بالسيارة التي تقل جثمان أخيها المتوفي والقادم من أحد مشافي مدينة استنبول التركية، ليدفن في سورية والتي سمح لها بالعبور منذ عدة دقائق، وعندما لم يرضى الشرطي التركي بمرورها مشترطاً وجود جواز سفر أو بطاقة كميلك، انهارت تماماً ودخلت في موجة من النشيج وهي ترى جثمان أخاها المتوفى يدخل وطنه برفقة سائق السيارة الغريب، وبعد عدة دقائق وبسبب تدخل الحضور من السوريين وتوسطهم لدى الموظفين الأتراك وأمام فاجعتها فتحت لأجلها البوابة، فانطلقت تركض بشكل هيستري لمئات الأمتار الفاصلة بين الحاجز التركي وبين السوري لكي تلحق أخيها، وأمام هذا المشهد المأساوي دمدم أحد كبار السن الواقفين : يا لطيف شو صار عليك يا سوري. منذ عدة أشهر والحدود السورية التركية مغلقة من الجانب التركي بوجه السوريين الذين يدخلون بشكل غير شرعي “تهريب” وهم النسبة الغالبة حيث أن أكثر السوريين المقيمين بتركيا لا يمتلكون جواز سفر، وهو الوحيد القادر على جعلك تمر بسلام من المعبر حالياً، أما الخيار الثاني فهو تسليم بطاقة الكيملك، وهو ما يتجنبه السوريون لأنهم لا يمنحون هذه البطاقة إلا لمرة واحدة. طريق التهريب صعب و خطر ومكلف بآن واحد، حيث أن الجندرمة التركية تضرب وتوبخ وتطلق الرصاص على العابرين للحدود، يقول أبو أحمد 49 عاماً وهو أحد المسافرين الذين كانوا ينتظرون لساعات على البوابة : أخشى المرور من “التيل” بإمكان الشباب أن يتحملوا الضرب أو الإهانة من الجندرمة التركية و المهربين، أما نحن كبار السن لا يمكن أن نتحمل إهانة من أحد. المعبر التجاري في باب السلام نشط جداً، وبإمكانك أن تشاهد العشرات من الشاحنات المحملة بالبضائع تقطع المعبر بيسر ودون تعقيدات، ويحاول بعض المهربين استغلال حركة الشاحنات لتهريب العابرين عن طريقها مقابل مبلغ يصل 200 ليرة ، فأثناء تواجدنا بالمعبر قام أحد المهربين بتمرير شخص وعائلته المؤلفة من الشاب و زوجته وابنيه الصغيرين، لتقبض عليهم الجندرمة التركية بعد دخولهم البوابة وتطلب من الأب للخروج لجلب المهرب الذي هرب بعد أن حصل ذلك مباشرة، وعندما حاول اللحاق اشتبك مع المهربين بمشاجرة وقام أحدهم بطعنه بسكين بخاصرته وأسعف للمشفى، وسط عويل عائلته وذهول الحضور. إلى ذلك فأن سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين من سورية، تستغل كوسيلة للمرور من قبل البعض للخروج بها من المعبر لسورية لدى عودتها، وذلك مقابل رشى يدفعونها للسائقين كذلك يتم التهريب عن طريق الشاحنات، عن ذلك يقول ماجد أحد الذين عبروا عن طريق سيارات الإسعاف فيما مضى: تصل تكلفة مرور الشخص الواحد من المعبر عبر هذه الطريقة إلى 100 دولار أمريكي ويتم ذلك باتفاق بين أحد المهربين والممرضين المسؤولين،ويمكن أن تعبر من المعبر التجاري لكن عليك أن تدفع مبالغ طائلة للمهربين يصل بعضها إلى 400 دولار أمريكي وهو ما يلجأ إليه المضطر جداً للدخول لسورية. يترحم الواقفون على الحدود السورية_التركية عموماً وباب السلام خصوصاً  ” على التيل”، وهي الجملة التي كان يصيح بها المهربون جهاراً في السابق ،فقدكانوا المدنيين يقطعون الحدود بهدوء وسلام أما اليوم فمرورهم يحفه المخاطر من كل جانب.