نيوس آدر: ترجمة العميد أحمد رحال- كلنا شركاء

قال الصحافي المعارض كوشنار أليكساندر المهندس والمعارض والعضو السابق في البرلمان ان المعارضة المسلحة السورية أثبتت أكثر من مرة أنها تحارب جيداً وتستخدم السلاح بكفاءة والدليل أن روسيا لم تحقق (بعد أكثر من شهرين من تدخلها في سوريا) أي شي, علماً أن الثوار لا يملكون مضادات جوية ولكن على ما يبدو سيقدم لهم السلاح النوعي, لأن الأميركان وجدوا طريقة (فنية) تمنع استخدام هذا السلاح في منطقة عمل طائرات الغرب لتجنب مخاوفهم فيما لو عرقلت روسيا المسار السلمي والاستمرار بسياسة عسكرية تهدف لتعويم نظام (الأسد).

الولايات المتحدة صعَدت من اللهجة بما يخص مصير (بشار الأسد) الدكتاتور, (جون كيري) خلافاً للهجته الناعمة المعتادة فجأة يهدد باتخاذ تدابير صارمة وإجراءات (قاسية) في حال عرقلت روسيا وإيران إزاحة (الأسد) الذي أباد جيشه أكثر من 250 ألف من الشعب الثائر (حسب إحصائيات الأمم المتحدة).

إذا عرقل (الأسد) المسيرة السلمية – قال كيري- سنعلم أن روسيا وإيران سمحوا له بذلك, في ذلك الحال سيتقلص مجال عملنا وسنضطر لاتخاذ إجراءات قوية وقاسية – تنقل عن الوزير وكالة انترفاكس.

يقول كيري: إن الأزمة السورية تشكل خطراً على الولايات المتحدة والعالم لكن روسيا تحاول إشعال النار في سورية بشكل مستمر ونحن لن نسمح باستمرار الأزمة.

يقول كوشنار: لأول مرة خلال الأزمة السورية وخصوصاً خلال التدخل الروسي يتكلم الوزير (كيري) بتلك اللهجة ويهدد القوى التي تطيل احتضار نظام (الأسد), إن الصبر الطويل لطاقم (أوباما) بدأ ينفذ أمام سياسة روسيا الإجرامية في سورية.

أيضاً وبسبب اللامهنية الروسية وقدم سلاحهم, قُتل في سورية أكثر من 500 مدني على يد قوات (بوتين), وعلى ما يبدوا أن عام ونصف من الحرب في اوكراينا وشهرين من المذابح في سورية اقنعوا وأخيراً الأميركان أن (بوتين) لا يفهم إلا بالقوة وأن سياسة المداهنة والسياسة الناعمة معه لا تفيد.

عندما أسقطت تركيا الطائرة (سو-24)  فهمت روسيا أنها اجتازت الخط الأحمر وان الناتو بعد الآن لن يتكلم بل سيتصرف, وبعد إسقاط الطائرة أصبح واضحاً أن واشنطن ستضغط على نظام (بوتين) المتهالك دبلوماسياً وسياسياً وعسكرياً.

لا نعلم كيف سيكون الرد عسكرياً لأن البنتاغون يحافظ على خططه الى آخر لحظة لكن من الممكن التفكير أنه قد يقدم للجيش الحر (الذين اثبتوا أنهم يستخدمون السلاح بشكل جيد وأكثر من مرة) سلاح نوعي مثل مضادات الطائرات, وهذه الصواريخ ستكون مؤلمة جداً لـ (لأسد). وسترضي تركيا والسعودية اللتان تصران ومنذ فترة طويلة على ضرورة إرسال السلاح النوعي للحر وزادت تلك الطلبات والضغوطات بعد التدخل الروسي لمحاربة طائراتها التي تفتك بالسوريين, (أوباما) كما هو معروف عارض هذا الاقتراح -كما يقول- تحسباً من وصول النوعي الى الإرهابيين, لكن المهندسين الأميركان وجدوا طريقة تعديل في النوعي (الصواريخ) يجعل من الصعب استعماله خارج المنطقة المقررة, هذا السلاح النوعي كان يتكلم عنه (كيري) عندما تحدث عن إجراءات عسكرية قاسية.

ومن المعلوم أن (بوتين) ما كان ليتدخل لو امتلك الثوار تلك الصواريخ لأن سياسة (بوتين) تعتمد على حروب سريعة ضد الأضعف لأنه يخاف الغرق في الحروب, لأن أي خسائر بشرية ستضعف الانطباع عنه بأنه لا يقهر, والخسائر البشرية تعريه أمام العالم فلا مهنية للعسكر الروس ولا صلاحية لسلاحه المتآكل, ففي حال قدرة عدوه تكبيده خسائر كبيرة أو في حال الصدام مع (الناتو) بوتين سيوقف الحرب و يتظاهر بالمفاوضات, وكان هذا واضحاً في حادثة إسقاط الطائرة وسابقاً في شرق اوكراينا عندما باتت واضحة هزيمة (بوتين) أوقف العمليات العسكرية.

مؤكد أن وجود السلاح النوعي -ضد الطائرات- لدى المعارضة المسلحة سيجبر روسيا الموافقة على الإطاحة بالأقلية العلوية الحاكمة, فـ خطر فقدان ولو طائرة واحدة أسبوعياً غير مقبولة لدى نظام (بوتين) لأنه حتى مع البروباغاندا الإعلامية القوية في روسيا لن يتمكن من تفسير الخسائر للناس ولا يمكنه تفسير عبثية التدخل في سورية وعدم تمكنه من تحقيق أي انجاز مع وجود خسائر بشرية في السلاح عدا عن الكلفة السياسية لهذا التدخل.

البروفسور زوبوف قال في محاضرة ألقاها مؤخراً: أنا أجزم أن بوتين سيخرج من سورية مهزوماً, وقال إن الحضارة السورية عريقة والشعب السوري هو شعب متحضر مثقف راقي ولا يجوز أبداً محاربته واستعراض القوة ضده وقصفه من قزوين لا يقنع أحد ولا يخيف أحد ويجب فوراً على (بوتين) الخروج من سورية.

وتابع: لقد كانت تربطنا بالشعب السوري علاقة صداقة, وكنا نقول لهم (رفاقنا) فـ كيف اليوم بوتين يقصفهم ويقتلهم؟؟

الروس يحضرون الآن قاعدة قرب حمص هي مطار الشعيرات لأن قاعدة حميميم لا تؤمن لهم الحماية اللازمة ولم تعد تتسع للطيران الروسي الجديد, إذا روسيا تمهد للبقاء مطولاً في سوريا وهذا ما يزعج الغرب وإيران معاً.

الاجتماع السري الذي حصل في واشنطن (لوم يعلن عنه) بين يوم الجمعة تاريخ 27/11 ولغاية الأربعاء03/12 من هذا الشهر بين قيادات إيرانية ومسؤولين أمريكان لم تكشف تفاصيله لكن ظهرت نتائجه عبر موجة الغضب التي بانت في تصريحات الساسة الأمريكان (كيري وأوباما).

التدخل البريطاني ومن قبله الفرنسي والألماني له دلالاته واجتماع الرياض له معانيه فهل يفهم (بوتين) أن خطوطاً حمراء قد ارتسمت وهي بطريقها للتنفيذ وبدأت تقيد أقدامه ؟؟؟