الأمم المتحدة (نيويورك) – أ ف ب – الحياة ٢٤ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥

أعلن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر الخميس أن بلاده ستطرح قريباً بالاشتراك مع بريطانيا وإسبانيا مشروع قرار أمام مجلس الأمن لإدانة القصف بالبراميل المتفجرة في سورية. وبحسب ديبلوماسيين فإن مشروع القرار سيوزع على أعضاء المجلس قبل نهاية الشهر الجاري.

وقال السفير الفرنسي خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط أن «مناطق بأسرها هي اليوم تحت نيران القصف العشوائي للنظام، ولا سيما بالبراميل المتفجرة»، مشيراً إلى أن هذا القصف يسرّع فرار السوريين من بلدهم. وأضاف أن «على أعضاء مجلس الأمن مسؤولية أن يأخذوا فوراً إجراءات لوقف استخدام هذا السلاح المروع في سورية».

وأكد ديلاتر أن «فرنسا ستقدم قريباً مع إسبانيا وبريطانيا مقترحات ملموسة بهذا الصدد إلى شركائها».

وبدأت باريس منذ أشهر عدة مشاورات غير رسمية مع شركائها حول هذا الملف، لكن موسكو تبدو مترددة إزاء صدور أي قرار عن مجلس الأمن بهذا الصدد وحتى اليوم لم تتم صياغة أي نص في شأنه.

ويتهم الغرب النظام السوري بشن هجمات بواسطة البراميل المتفجرة ولا سيما بإلقائها من مروحيات.

وسبق للأمم المتحدة أن أصدرت قرارات تدين الهجمات ضد المدنيين ولكن هذا النص، إذا رأى النور، سيكون أول قرار يخصص تحديداً لهذا النوع من القصف.

من جهة ثانية وجّه السفير الفرنسي انتقادات شديدة إلى الاستراتيجية الروسية في سورية حيث تشن موسكو غارات على مواقع للمعارضة بهدف تعزيز مواقع قوات حليفها الرئيس بشار الأسد.

وقال ديلاتر إن «دعم بشار الأسد من أجل التصدي للإرهابيين هو حل خاطئ لن يؤدي إلا إلى تعزيز داعش وإطالة أمد المأساة». وأضاف أن «الأمر ليس فقط خطأ أخلاقياً بل هو أيضاً غلطة في الاستراتيجية سيدفع ثمن تداعياتها بصورة دائمة الشعب السوري والشرق الأوسط بأسره وما بعده».

بدورها اعتبرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور أن الحملة الجوية الروسية في سورية «فاقمت الوضع الخطر أصلاً» في هذا البلد وستؤدي إلى إطالة أمد النزاع عبر تعزيز قوات النظام على حساب مجموعات تقاتل تنظيم داعش». وأضافت: «منذ بدأت روسيا غاراتها والوضع يتطور لمصلحة تنظيم داعش، المدنيون يفرون مرعوبين وداعش يسيطر على مزيد من الأراضي».

أما (رويترز) فيتالي تشوركين السفير الروسي في الأمم المتحدة فقال أمام مجلس الأمن: «الفوضى وعدم الاعتراف بسلطة الدولة – اللتان تعودان إلى حد كبير للتدخل الأجنبي في الشؤون الإقليمية – تستغلهما فعلياً المنظمات الإرهابية ولاسيما ما يسمى داعش». وأضاف أن «المعالجة الجماعية مطلوبة لتصفية الخطر الإرهابي».