آرون ديفيد ميلر-مركز ويلسون: ترجمة مرقاب

من المستبعد أن تؤدي الأزمة الحالية بين إيران والسعودية إلى مواجهة عسكرية، ولكن الحرب الباردة بينهما ستكون من محددات الشرق الأوسط القادم، وفيما يلي بيان للأسباب التي تدعونا لقول ذلك:

1-  إيران والسعودية ليستا إيران القديمة والسعودية القديمة:

فإيران والسعودية ليستا كما كانتا في التسعينات، إذ تستشعر الرياض موقفها الدفاعي ضد عاصفة من التغيرات منها هبوط أسعار النفط وتصاعد العجر، وحربها المكلفة ضد الحوثيين، وتنامي الدور الإيراني، والغضب من الولايات المتحدة إزاء موقفها من بشار الأسد وإيران.

أما إيران فتتأهب لتوفير المليارات بعد إزالة العقوبات، وهي عازمة على مواصلة سعيها للحصول على النفوذ الإقليمي والسلطة من خلال دعم نظام الأسد، والمليشيات في العراق ولبنان واليمن. وهي تستغل اتفاقها النووي لتمنع واشنطن من اتخاذ عقوبات بحقها.

2-  المتشددون سيبقون المنافسة مستمرة:

سيكون التنافس الانتخابي بين قطب روحاني ورفسنجاني الذي يميل لتحسين العلاقات مع السعودية والقطب المتشدد على أشده، وفي السعودية تأتي القرارات الحكومية الأخيرة استجابة للشعور بالضغط وتماشياً مع النموذج المتشدد للملك سلمان بن عبد العزيز.

3- ظهور داعش وتداعي الشرق الأوسط يجعلان الأمور أسوأ:

إن قطيعة إيران والخليج ستؤدي للمزيد من الاضطراب في العراق وسوريا. ويحاول العراق لعب دور الوسيط لكونه يحتاج استرضاء الجمهور السني لتحقيق الاستقرار في البلاد، لكن البعض في الطائفة الشيعية سيعمل على إضعاف دور حيدر العبادي في هذه العملية.

أما في سوريا فسيلتقي في 25 كانون الثاني ممثلو المعارضة والنظام السوري من أجل مباحثات السلام، وعلى الرغم من أن البلدين أكدا عدم تأثير خلافهما على عملية جنيف فإن التصريحات النارية ما تزال مستمرة بين الأطراف الفاعلة.

محدودية نفوذ الولايات المتحدة في إيقاف الخلاف:

فقد تضاءل في الحقيقة نفوذ الولايات المتحدة على كل من طهران والرياض بشكل ملحوظ، إذ تجد الولايات المتحدة نفسها بين صديق تقليدي وخصم لها مصلحة في التعاون معه، مما يجعل من المستبعد أن يكون لها دور كبير في إعادة توجيه التنافس السعودي الإيراني أو التأثير على إصرار أي من البلدين على حماية مصالحه في منطقة مضطربة.