Syrians wait for the arrival of an aid convoy on January 11, 2016 in the besieged town of Madaya as part of a landmark six-month deal reached in September for an end to hostilities in those areas in exchange for humanitarian assistance. Forty-four trucks operated by the International Committee of the Red Cross, the Syrian Red Crescent, the United Nations and World Food Programme left from Damascus to enter Madaya, where more than two dozen people are reported to have starved to death. / AFP / STRINGER (Photo credit should read STRINGER/AFP/Getty Images)

بحث مجلس الأمن الدولي، مساء الاثنين 11 يناير/كانون الثاني 2016، أمر البلدات المحاصرة في سوريا بعد ظهور تقارير عن حصار عشرات الآلاف من المدنيين لشهور من دون إمدادات، ما أدى إلى موت البعض جوعاً.

وقال سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة، جيرارد فان بوهيمن، للصحفيين: “دعت نيوزيلندا وإسبانيا لاجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في بلدة مضايا السورية عقب تقارير عن موت أناس من الجوع”، وأضاف أن “أسلوب الحصار والتجويع أحد أبشع معالم الصراع السوري”.

400 مدني في حاجة عاجلة للخروج

وكشف فان بوهيمن عن أن 400 مدني في مضايا “هم بحاجة ماسة كي يخرجوا منها هذه الليلة”. ولم يوضح السفير النيوزيلندي أسباب هذا الطلب لإجلاء هؤلاء الأشخاص بشكل عاجل، موضحاً فقط أن الأشخاص المعنيين هم “في وضع خطير”.

وقالت الأمم المتحدة والصليب الأحمر إن شاحنات تحمل إمدادات غذائية وطبية وصلت إلى مضايا وبدأت توزيع المساعدات في إطار اتفاق بين الأطراف المتحاربة.

كما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة بأن شاحنات محملة بمواد الإغاثة تشق طريقها إلى قريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

التجويع أو الاستسلام

وانتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، “التكتيكات المثيرة للاشمئزاز التي يستخدمها النظام السوري الآن ضد شعبه، والتي تخير السكان بين التجويع أو الاستسلام”.

وأضافت باور قائلة: “انظر إلى الصور المحزنة للمدنيين ومنهم الأطفال وحتى الرضع في مضايا.. هذه فقط الصور التي نراها، يتعرض مئات الآلاف للحصار والتجويع عن عمد الآن وتعيد هذه الصور إلى أذهاننا الحرب العالمية الثانية”.

جريمة حرب

من ناحيته، قال السفير الإسباني رومان أوزارغون مارشيسي: “من المهم القول إن محاصرة مدنيين بهدف تجويعهم هي جريمة حرب”، ومع ذلك اعتبر أن الموافقة التي أعطتها دمشق لنقل المواد الغذائية إلى مضايا أمر “إيجابي”.

من جانبه، ذكر السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن حكومته ملتزمة “بالتعاون الكامل” على إيصال المساعدات، لكنه قال إن كثيراً مما قيل عن مضايا يستند إلى معلومات كاذبة، ووصف صور الجياع بأنها ملفقة.

وقال الجعفري إن هناك نقصاً في المساعدات الإنسانية بمضايا، مضيفاً أن بعض المساعدات نهبتها “الجماعات الإرهابية المسلحة”.

الأمم المتحدة تكذب سوريا

لكن ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، كذّب التصريحات السورية وقال للصحفيين إن التقارير الواردة عن أشخاص يموتون جوعاً في مضايا تحظى “بمصداقية تامة”، وأضاف أن نحو 400 شخص في حاجة ماسة إلى إجلاء طبي.

والحرب الأهلية السورية مستمرة منذ نحو 5 سنوات وأودت بحياة ما يربو على ربع مليون شخص.

وقال فرانسوا ديلاتر، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، إنه قد “لا يكون هناك عملية سياسية موثوقة بدون التقدم على الجبهة الإنسانية”.

وأصبح حصار مضايا قضية محورية بالنسبة لقادة المعارضة السورية الذين أبلغوا مبعوث الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنهم لن يشاركوا في المحادثات المقررة في وقت لاحق هذا الشهر مع الحكومة حتى ترفع هذا الحصار وحصارات أخرى.

 |  رويترز