فشل البرلمان اللبناني، اليوم الأربعاء، للمرة 32 على التوالي بانتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد إخفاق النواب بانتخاب الرئيس 13 للبنان، ما دفع رئيس المجلس نبيه بري، إلى تحديد 16 كانون الأول الجاري كموعد جديد لانعقاد الجلسة التي ستحمل الرقم 33.

وأعلن بري تأجيل جلسة اليوم بعد عدم اكتمال نصاب عدد النواب الذين حضروا لمقر البرلمان، حيث يشكل 86 نائبا النصاب القانون لجلسة الانتخاب، حيث يتوجب حضور ثلثي عدد النواب البالغ عددهم 128 لتأمين نصاب انتخاب الرئيس اللبناني، وفي حال عدم حصول المرشّح على ثلثي الأصوات، تجري عملية اقتراع جديدة يحتاج فيها المرشّح الى 65 صوتاً على الأقل للفوز بالمنصب.

ولا يزال سمير جعجع (62 عاماً)، رئيس حزب القوات اللبنانية، والنائب هنري حلو، مرشح الوسط الذي يدعمه النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، المرشحين الرسميين البارزين في السباق الرئاسي، فيما المرشح القوي الآخر غير المعلن رسمياً، فهو رئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون (حليف حزب الله)، الذي كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو/ حزيران 1984 وحتى 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، ورئيسا للحكومة العسكرية الانتقالية، التي تشكلت عام 1988، إثر الفراغ الرئاسي الذي شهده لبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس آنذاك، أمين الجميّل.

كما برز في الآونة الأخيرة، ضمن قائمة المرشحين غير الرسميين، زعيم “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية حليف “حزب الله” والمقرب من رأس النظام في سورية بشار الأسد.

ويتيح الدستور لمجلس النواب انتخاب أي مسيحي ماروني لم يعلن عن ترشحه. وتنقسم القوى الأساسية في البرلمان بين حلفي “14 آذار”، المناصر للثورة السورية، و”8 آذار” الداعم لنظام الأسد، بالإضافة إلى الوسطيين وعلى رأسهم جنبلاط.

وتُحمّل قوى “14 آذار” مسؤولية الفراغ الرئاسي الذي يشهده لبنان منذ 25 مايو/أيار 2014 لكل من “حزب الله” وحليفه عون، بسبب تعطيلهما المتكرر لنصاب انتخاب الرئيس داخل مجلس النواب.

ويشار الى أن البرلمان اللبناني يسعى لانتخاب رئيس جديد للبلاد، منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في 25 مايو/أيار 2014، إلا أن كل هذه المحاولات التي وصل عددها اليوم الى 32 لم تحقق أهدافها، في ظل الخلافات السياسية بين مختلف القوى السياسية.

الأناضول