الصورة من الانترنت ارشيف

قالت مصادر مطلعة في القاهرة لـ«القبس» أن رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك زار القاهرة على رأس وفد أمني رفيع المستوى الخميس ومكث فيها ثلاثة أيام. وهي الزيارة السابعة لمملوك خلال شهرين، حيث اجرى مباحثات موسعة مع مسؤولين مصريين في إطار التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتيه. وأشارت المصادر إلى إن هذه الزيارة تناولت ملفين الأول رغبة مصر في فرض دور محوري لها في التقارب بين المعارضة والحكومة والثاني استمرار تبادل المعلومات الاستخبارية عن المصريين الذين انضموا إلى المعارضة السورية وتلقوا تدريبات عسكرية وبدؤوا في العودة إلى القاهرة. وذكرت المصادر أن الطرفين اتفقا على تنسيق المواقف سياسياً بين سوريا ومصر.
في غضون ذلك، استمرت عملية إجلاء النازحين من حلب المحاصرة وريف إدلب، تزامنا مع تبني مجلس الامن بالاجماع قراراً فرنسياً معدلاً يتيح نشر مراقبين تابعين للامم المتحدة بسرعة في حلب للاشراف على عمليات الاجلاء. ودعا وزير الخارجية الفرنسي جميع الأطراف خاصة النظام السوري وحلفائه إلى ضمان تنفيذ القرار، في وقت قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان القرار حول حلب يجب ان يفتح الطريق «امام وقف اطلاق نار ومفاوضات». بينما اعتبرت المعارضة السورية أن القرار جيد لكنه «غير كاف».
وجلسة مجلس الامن التي تم فيها التصويت على القرار هي الأقصر من بين الجلسات التي عقدت بخصوص الشأن السوري، بعد مفاوضات دامت أربع ساعات ليل الأحد أسفرت عن تعديلات مهمة في المقترح الفرنسي، تم التصويت خلال دقائق بالإجماع. ومن التعديلات التي اضيف ان المراقبين سينتشرون في أي منطقة بالمدينة تُعرّف بأنها متأثرة بـ الصراع بدلا من تحديد شرق حلب فقط. وجاء في التعديل «الطلب من الأمم المتحدة نفسها تنفيذ القرار وليس الامين العام فقط، ما يمنح مجلس الأمن دورا أكبر في اتخاذ القرار». ومن أهم التعديلات التي أصرت روسيا على إدخالها أنه ينبغي التنسيق مع الأطراف المهتمة لنشر المراقبين، وهذا يعني ضرورة التنسيق مع النظام السوري نفسه.
إلى ذلك، ذكر الكرملين امس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الإيراني حسن روحاني هاتفيا بأنه يأمل في أن يعملا سويا للتوصل إلى حل بشأن سوريا في أسرع وقت ممكن.
إلى ذلك، نقلت وكالة انباء فارس عن مدير مكتب روحاني حميد ابو طالبي قوله ان الرئيس روحاني وبوتين ناقشا «التحركات القادمة ضد الإرهابيين وتنسيق الخطوات السياسية القادمة وإرسال المساعدات الإنسانية».
وجاء الاتصال الذي قال الكرملين إنه بمبادرة من إيران عشية اجتماع في موسكو لوزراء خارجية ودفاع روسيا وإيران وتركيا بشأن سوريا. ويرغب بوتين أن تجرى محادثات سلام سورية جديدة تشمل الحكومة السورية والمعارضة في كازاخستان ويحاول حشد الدعم لها.
في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمل بلاده في أن يتيح الاجتماع الثلاثي المقرر اليوم في موسكو إحراز تقدم في تسوية الأزمة. وامتنع لافروف عن التنبؤ بنتائج الاجتماع وقال ان هدفه الإسهام في تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن التسوية السورية. وأفادت الخارجية بأن وزراء دفاع روسيا، سيرغي شويغو، وإيران حسين دهقان، وتركيا فكري إيشيق سيشاركون في الاجتماع المذكور إلى جانب وزراء خارجية الدول الثلاث، سيرغي لافروف ومحمد جواد ظريف ومولود جاويش أوغلو.
في المقابل، أوضح مسؤول في وزارة الخارجية التركية أن الاجتماع يهدف إلى «فهم آراء الأطراف الثلاثة وتوضيح أين تقف، ومناقشة إلى أين تذهب». ونفت تركيا أن تكون قد توصلت إلى صفقة مع روسيا فيما يتعلق بمستقبل سوريا.

تواصل الإجلاء
ميدانيا، وصلت امس إلى مناطق سيطرة النظام في حلب قافلة إجلاء مدنيين تتكون من 14 حافلة من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما فصائل المعارضة بريف إدلب، بينما وصلت منطقة الراشدين في ريف حلب 51 حافلة تقل مهجرين من الأحياء الشرقية بالمدينة.
وستستمر عملية النقل حتى إخراج جميع المحاصرين في تلك الأحياء، وفق الاتفاق الجديد لإجلاء ثلاثي بين المعارضة والجانبين الروسي والإيراني.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه تم إجلاء نحو 12 ألف مدني حتى الآن من حلب، بينهم 4500 منذ منتصف الليل.
وأفادت مصادر في المعارضة أنه سيتم إجلاء عشرين ألفا من سكان حلب، بينما سيستكمل إجلاء جميع من تبقوا في المدينة اليوم، وفي المقابل سيتم إجلاء 4000 من الفوعة وكفريا خلال ثلاثة أيام.
أما الزبداني ومضايا، فستجرى فيهما عملية الإجلاء اليوم الذي يصادف اليوم الأخير لإجلاء العدد المتفق عليه من الفوعة وكفريا. وكانت قوات النظام ومليشيا حزب الله أطلقت مساء الأحد، سراح المحتجزين لديها من أحياء حلب الذين أوقفتهم في منطقة الراموسة جنوب غربي المدينة في ظروف غير انسانية.
إلى ذلك، استنكر مجلس الوزراء السعودي،امس، استمرار «قتل سكان حلب وحصارهم وتهجيرهم وانتهاك حقوقهم»، داعيا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته. ( دمشق، موسكو، نيويورك – ا ف ب، رويترز)