كوردستريت – عارف سالم

قال “سمير نشار” رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق المعارض ، عضو سابق بالائتلاف “إذا عقد مؤتمر الرياض2 سيكون الهدف الأساسي منه هو القفز على بيان رياض1 الذي ينص بشكل لا لَبْس فيه أن بشار الاسد وزمرته ليس لهم أي دور منذ بداية المرحلة الانتقالية، وهو ماكان متوافقا عليه ليس فقط بين أغلبية السوريين وبين جميع الحاضرين المؤتمر الذي عقد أواخر عام 2015” جاء كلامه في حديث خاص لموقع كوردستريت.

.
وأضاف في سياق متصل “وأنتج أيضا الهيئة العليا للمفاوضات التي لاتزال متمسكة بهذا الموقف رغم الضغوط الإقليمية والدولية التي تعرضت لها، ولا تزال للتعامل مع تطورات المواقف الاقليمية والدولية التي تحولت للقبول بشار الأسد في المرحلة الانتقالية وربما ابعد من ذلك ، لاتزال هناك بعض الغموض في الموقف السعودي ، ربما الأيام القادمة ستلقي الضوء عليه”.

.
وحول منصة موسكو أوضح السياسي السوري “اما منصة موسكو فهي تمثيل لموقف النظام والموقف الإيراني والروسي المدافع والمطالب ببقاء بشار الأسد ليس فقط بالمرحلة الانتقالية، وإنما أيضا مشاركته بالانتخابات القادمة. منصة القاهرة تمسك العصا من المنتصف كما يبدو لكنها لا تعارض بقائه في المرحلة الانتقالية”.

.
وأردف القول في ذات الصدد “الائتلاف المواقف الرسمية والمعلنة هو رفض أي دور لبشار الأسد منذ بداية المرحلة الانتقالية، لكن ما أثار الشك بموقفه هي الرسالة التي أرسلها الائتلاف إلى الخارجية السعودية التي تركت الموقف من مشاركة بشار الأسد بالمرحلة الانتقالية غامضا ويحتاج إلى تفسير، وهذا استدعى تساؤلات حول حقيقة موقف الائتلاف، خاصة أن هناك بعض الأشخاص ضمن مطبخ القرارات بالائتلاف معروفين بصلاتهم بمنصة موسكو والقاهرة ولهم علاقات ذات طابع خاص مع بعض الدول”.

.
في سؤال لمراسلنا : هل المعارضة السياسية السورية قد فشلت في أداء مهامها ؟ وبرأيك ماهي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ أكد “نشار” القول “لا شك أن المعارضة السورية لم تنجح في أداء دورها كممثل سياسي لقوى الثورة والمعارضة في سبيل تحقيق أهدافها، دعنا نترك الأمراض الذاتية المتعلقة بأشخاص المعارضة وعدم خبرتهم بالعمل الجماعي كفريق وكمؤسسة التي للأسف كانوا أكثر من فاشلين في هذا المجال، لكن كانت هناك أسباب أكثر جوهرية برأيي هي: لم تتمكن المعارضة السياسية من التكامل مع الفصائل الثورية ليصبح القرار متماسكا ومعبرا سياسيا وثوريا عن مواقف قوى الثورة والمعارضة وهذا يعود في جزء كبير منه، أن القوى الإقليمية والدولية منعت ذلك التكامل للهيمنة على المسارين بشكل منفصل، وبالتالي كان هناك فجوة واسعة جدا من عدم التنسيق بين السياسي والعسكري”.

.
وتابع الحديث “السبب الآخر وهو برأيي أكثر أهمية منذ تأسيس الائتلاف تم مصادرة القرار الوطني السوري المستقل لصالح القوى الإقليمية والدولية، وبالتالي لم يعد قرار المعارضة السياسي ملكها، وهذا الأمر مؤسف ومحزن أن أقول إن بعض المعارضين السوريين شاركو في ذلك”، وواصل القول “بالتأكيد كان هناك رهانات خاطئة من بعض اطياف المعارضة السورية خاصة ذات البعد الإيديولوجي باعتمادها على محاور إقليمية لتدعيم ليس فقط موقفها؛ وإنما الاعتماد على وعود زائفة بالدعم السياسي والعسكري الذي تبين أن لا أساس له من الصحة، وإن هؤلاء المراهنين خدعوا من قبل داعميهم الاقليمين”.

.
وبحسب المعارض السوري فان “شرعية الائتلاف تتآكل تدريجيا وهذا مؤسف، يعود ذلك برأيي لسوء أداؤه مما أدى إلى فقدان التأييد له من قبل السوريين، وأيضا لا بد من الاعتراف أن الكثير من مواقفه تأثرت بالمواقف الإقليمية والدولية خاصة الدولة المضيفة”، ونوه إلى السؤال “هل تستطيع المعارضة إلى خطها الأول بإسقاط النظام وبغض النظر عن شرعية الائتلاف، هذا السؤال سوف تجيب عليه الأيام القادمة المليئة بالتحديات التي تفرض على المعارضة من قبل القوى الإقليمية والدولية، لكن دعني أوضح أن الائتلاف بعد التطورات الأخيرة لم يعد إطار المعارضة السياسية الوحيد، الجزء الأكبر من المهام السياسية انتقل إلى الهيئة العليا للمفاوضات التي أصبحت إطارا أوسع واشمل من الائتلاف إضافة إلى موضوع المنصات”.

.
“سمير نشار” تابع في معرض حديثه “أنا أظن أننا كمعارضة وكثورة في حالة مخاض سوف ينتج عن هذا المخاض حالة جديدة ومعطيات جديدة، وربما قوى واصطفافات جديدة وبالتحديد عملية فرز بين المعارضين والثوار في الموقف أو القبول ببشار الأسد والعودة إلى حضن نظامه. هناك رافضين كثر ومتمسكين بأهداف الثورة وإسقاط بشار الأسد وهناك مواقف لبعض السوريين المدعومين من قوى إقليمية ودولية ومتسلحة بمواقف براغماتية تزعم التعامل مع الموقف من بشار الأسد بواقعية سياسية ومحاولة تخفيف الخسائر وتوفير الدم السوري وبشكل يوحي أنه ليس فقط بشار الاسد المسؤول والمتسبب في إراقة دماء مئات الآلاف من السوريين، وإنما هناك آخرون العمل يجري من قبل هؤلاء ومن دول لخلق انطباع أن الثورة هزمت وأن بشار الأسد في طريقه للانتصار، والأفضل أن نتفاوض معه اليوم أفضل من الانتظار حتى يكتمل انتصاره”.

.
ووفقا للسياسي السوري فأن “الثورة السورية كانت سلمية ومدنية وبعيدة كل البعد عن العنف ، بشارالاسد هو من شن الحرب على الشعب السوري المطالَب بالحرية والكرامة لكل السوريين. كما ذكرت تحديات قادمة وقاسية أمامنا في الأيام القادمة”.

.
وحول مستقبل المعارضة في ظل هذه الظروف وخاصة النظام قد بدأ أقوى من المعارضة سياسياً وعسكريا؟ أشار “نشار” إلى أن “المعارضة بحاجة إلى مراجعة وإعادة تقييم المرحلة السابقة وعلاقاتها أولا فيما بينها، وثانيا بينها وبين الدول الشقيقة والصديقة ووضع الأمور على سكتها الصحيحة بعد المكاشفة والمصارحة وبكل شفافية بين الجميع، المعارضة والفصائل معها لن تكون قادرة على مواجهة التحديات بدون استعادة قرارها الوطني المستقل الذي أصبح مفقودا في المرحلة السابقة، وإعادة تنظيم صفوفها على أسس ومحددات ومبادئ واضحة تقوم أساسا على ابعاد بشار الاسد وزمرته من اي حل سياسي ، لانه مسؤول عن ارتكاب المجازر والجرائم التي ارتكبت بحق السوريين، كما إنه عليها إعادة تقييم أساليب النضال بالثورة حتى تحقيق المطالَب بإقامة دولة مدنية ديموقراطية تعددية وإعادة استنهاض قوى المجتمع خاصة من الشابات والشباب السوري الذي فجر الثورة بطاقاته التي لا تتوقف عند ، سورية لن تعود إلى ماقبل عام 2011 وقبل الثورة وأيضا التحضير للمرحلة الانتقالية التي يجب أن يتحقق خلالها العدالة الانتقالية لا يصال الحقوق لاصحابها وتحقيق العدالة، والتحضير لانعقاد المؤتمر الوطني العام في دمشق لإعادة بناء مستقبل سورية ونظامها السياسي على أسس جديدة”.

.
وبخصوص انتخابات فيدرالية شمال سوريا وإذا ما كانت بداية لتقسيمات داخل سوريا، قال “في موضوع انتخابات التي جرت في الشمال السوري أو في منطقة الجزيرة. من حيث المبدأ علينا أن نتوقف عند قضية الفيدرالية وهي لاتزال موضوع نقاش وجدل بين المكونات السورية، دعني أوضح رأي وموقفي من قضية الفيدرالية، من حيث المبدأ لا يوجد اعتراض على مناقشة مشروع الفيدرالية ليس فقط في المناطق التي بها أكثرية من المكون الكردي، إنما من الممكن أن تكون جميع المناطق السورية أو المحافظات هي فدرالية، لكن النقاش يجب أن يكون من خلال حوار وطني بين جميع مكونات الشعب السوري اضافة لقواه السياسية وأيضا مؤسسات المجتمع المدني مع الشخصيات الثقافية والرموز الدينية والاقتصادية، لكن في الظروف الحالية وقبل انتصار الثورة السورية ومن خلال فرض سياسة الأمر الواقع على الآخرين بالقوة هذا غير مقبول، سياسة فرض الأمر الواقع غير مقبولة من أي جهة سواء نظام بشار الاسد أو جبهة النصرة أو داعش أو ال ب ي د ، وكلها مشاريع استبدادية تصادر رأي وقرار أكثرية السوريين، ليس هذا هو الطريق الصحيح للوصول إلى سورية حرة وديموقراطية ولكل أبنائها”.

.
واختتم “سمير نشار” حديثه لشبكة كوردستريت، قائلا “مشروع ال ب ي د تثير المخاوف من مشروع انفصالي، وبالتالي سوف تكون له ردود فعل لن تكون في مصلحة الأكراد أو السوريين، وسوف يترك تداعياته السلبية علي العيش المشترك بين السوريين”.