الثلاثاء 01 ديسمبر / كانون الأول 2015

خلال الأسبوع الماضي حدثت انفجارات ضحمة هزت ريف حمص الشمالي ناجمة عن صواريخ لم يعرف مصدرها ولم تتمكن مراصد المعارضة من تحديد هويتها حتى تبين لاحقاً  من خلال حديث أحد وسائل إعلام النظام مع أحد ضباطه أن الانفجارات ناجمة عن صواريخ أرض أرض خرجت من القواعد الروسية في مدينة  طرطوس الساحلية .

وبحسب مراسل “السورية نت” يعرب الدالي فقد سجلت الكثير من الانفجارات الضخمة التي كان يسمع صوتها في عموم ريف حمص الشمالي الأسبوع الماضي، ولم يعرف مصدرها ومن المسؤول عنها على خلاف المرات السابقة التي يستهدف فيها النظام الريف، حيث كان عناصر المعارضة يستطيعون تحديد طبيعة الاستهداف ومصدر الإطلاق من خلال مراصد أحداث مخصصة عبارة عن أجهزة لاسلكي يستطيع العاملون عليها التجسس من خلالها على ترددات قوات النظام وتحديد مكان الاستهداف ونوع السلاح. كما يمكنهم رصد الطيران وتوجهاته من خلال اختراق اتصال الطائرة مع المطار وفي كثير من الأحيان يحددون مواعيد إقلاع الطائرات ووجهتها ويمكنهم التنبؤ بمكان القصف بمدافع الهاون والأماكن المراد استهدافها.

ولم تتمكن المراصد من تحديد سبب الانفجارات أو مصدرها، فقد كان يُسمع صوت يشبه صفير الطائرة قبل ثوانٍ قليلة من الانفجار دون ملاحظة وجود طائرة في الجو بحسب “أبو محمد” صاحب إحدى المزارع التي سقطت فيها الصواريخ.

وأخبر المزارع مراسل “السورية نت” بأنه ومع منتصف الليل من يوم الثلاثاء الماضي سمع صوت صفير ومن ثم انفجار ضخم جداً، في البداية اعتقد المزارع أنه طيران روسي لكنه لم يسمع صوت الطائرة على خلاف المرات السابقة التي نفذ فيها الطيران غاراته في الريف، وفي الصباح ذهب صاحب المزرعة إلى مكان الانفجار وهو ضمن مزارع الرستن الشرقية وشاهد حفرة صغيرة لا تتجاوز سنتيمترات قليلة مغطاة بمادة بيضاء من البارود، فالانفجار لم يحدث تدميراً كبيراً على عكس صوته حتى أنه لم يقتلع أشجار الزيتون القريبة وإنما فقط أسقط بعض ثمارها.

بقيت مصادر الانفجارات مجهولة حتى يوم البارحة حيث كانت إذاعة “شام اف ام” التابعة للنظام تجري حديثاً مع أحد ضباط جيش النظام في الريف حول الأوضاع العسكرية وكان الضابط يستشهد بالتدخل الروسي الذي يساندهم من خلال الغارات على مواقع المعارضة، وصرح المصدر للإذاعة أن روسيا بدأت مؤخراً بمساندة جيش النظام من خلال إطلاق صواريخ أرض أرض من القواعد الموجودة في الساحل.

وأشار المصدر بفعالية الصواريخ أكثر من الغارات من خلال سرعة الاستجابة لطلب القصف فالطيران يحتاج إلى أوامر وتنسيق مع القواعد الجوية على عكس منصات الصواريخ. بالطبع فإن حديث المصدر لم يتطابق مع حديث صاحب المزرعة حول مفعول الصواريخ ومكان سقوطها في أماكن خالية من أي هدف عسكري أو حتى مدني وفي أرض خالية.

ويرى ناشطون أنه ربما يكون هذا الإطلاق للصواريخ الروسية من قواعد الساحل السوري أو من خارج الحدود حتى، ومن بحر قزيون، لبث رسائل سياسية أكثر من تحقيق غاية عسكرية، ومن أجل إفهام العالم أنهم مستعدون لأي تدخل لحماية النظام.

ومؤخراً انتشرت فيديوهات لنصب منصات صواريخ s300 ضمن منظومة الدفاع الجوي الروسية الشهيرة داخل مطار حميميم في اللاذقية والذي تحول إلى ثكنة عسكرية.

وهذا الاستهداف للريف الحمصي وباقي مناطق سورية يكشف عن حجم التدخل الروسي في سورية، ومن خلال تسرييات مشابهة للتسريبات التي كانت تعلن في بداية التدخل الإيراني ستتكشف الصورة عن حجم القوات الروسية في سورية.

 

المصدر: 
خاص – السورية نت