لندن – بروكسل: «الشرق الأوسط»
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن «المكاسب العسكرية» التي تحققها قوات النظام السوري «لن تجلب أي تغيير سياسي»، محذراً من حصول «كارثة إنسانية» في إدلب شمال غربي البلاد.
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: «نرى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية… لم تؤدِّ المكاسب العسكرية والمكاسب على الأرض والتصعيد العسكري إلى حل سياسي ولم تجلب أي تغيير… ما حدث هو العكس».
من جانبها، قالت موغيريني إن هناك «حاجة إلى العودة للعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة… لبدء مفاوضات سلمية حقيقية وذات معنى والتي تعد السبيل الوحيد كي تنهض هذه البلاد».
وقال دي ميستورا في اجتماع للمانحين في بروكسل، إن إدلب قد تواجه نفس مصير حلب التي سيطر عليها النظام في هجوم بدعم من روسيا أواخر 2016، والغوطة الشرقية التي استعادها مطلع الشهر الحالي.
وصرح: «كنا ولا نزال قلقين إزاء الجانب الإنساني في إدلب، لأنها التحدي الكبير الجديد مع 2,5 مليون شخص». وأضاف: «بالطبع لن تصدقوا أن جميعهم إرهابيون، ففيهم النساء والأطفال والمدنيون (…) لذا، نأمل أن تكون هذه مناسبة لضمان ألا تتحول إدلب إلى حلب جديدة أو الغوطة الشرقية الجديدة لأن الأبعاد مختلفة هنا تماماً».
وبدأ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أمس (الثلاثاء)، مؤتمراً يستمر يومين لقطع وعود جديدة بالتبرع للمساعدات الإنسانية لسوريا وإحياء عملية جنيف للسلام المتعثرة مع دخول النزاع السوري عامه الثامن.
وقال دي ميستورا إن الخلوة التي دعا إليها مجلس الأمن في مزرعة معزولة على الطرف الجنوبي للسويد في مسعى لتخطي الانقسامات العميقة بشأن كيفية إنهاء الحرب في سوريا، خفضت «درجة الحرارة»، لكنها فشلت في التوصل إلى حل سياسي. وقال: «بعد أسبوعين من اللقاءات المكثفة والمتوترة للغاية كانت هناك ضرورة مرة أخرى لخفض درجة الحرارة».
وأضاف: «لكن هل أثمر ذلك عن حل الانقسام في مجلس الأمن إزاء سوريا أو تجنبه؟ لا. إنها أكبر مشكلة تواجهها الأمم المتحدة». وأضاف: «هل انخفضت درجة الحرارة وساد الفهم بأن هناك قضايا مشتركة نواجهها جميعاً؟ نعم».
ودعت موغيريني وميستورا روسيا وإيران وتركيا -القوى الثلاث المشاركة في ما يسمى «عملية آستانة للسلام في سوريا»- إلى بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت موغيريني، وزيرة خارجية إيطاليا السابقة، في مؤتمر صحافي: «الرسالة الرئيسية هي أن سوريا ليست رقعة شطرنج، وليست لعبة جيوسياسية». وتابعت: «أعتقد أن عليهم (الدول الثلاث المشاركة في آستانة) ليس فقط مسؤولية، بل إن لهم كذلك مصلحة في إنجاح وقف إطلاق النار».