ظهر وزير الداخلية الإيراني “عبدالرضا رحماني فضلي” وهو يتجول “علناً” في أسواق وشوارع دمشق، في خطوة لم يتجرأ بشار الأسد على القيام بها منذ خمسة سنوات من عمر الثورة السورية.

ونشرت قناة العالم الإيرانية يوم أمس الثلاثاء، صورة لوزير الداخلية الإيراني وهو يتجول في أزقة وأسواق دمشق، وذلك عقب محادثات أجراها مع بشار الأسد.

التجوال العلني للوزير الإيراني في أزقة دمشق، شبهها مراقبون بزيارة المندوب السامي لقوى استعمارية إلى منطقة تخضع للاحتلال، حيث أغدقت إيران عشرات المليارات من الدولار للمحافظة على نظام الأسد، في محاولة للإبقاء على مخططها التوسعي في سوريا عامة ودمشق خاصة، عبر حقن شوارع “عاصمة الأمويين” بعشرات الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية، لتطبيق هدف ملالي طهران بإكمال “الهلال الشيعي” الذي يمتد من إيران للعراق و يصل إلى البحر الأبيض المتوسط. 

الإقامة الجبرية لـ”الأسد”
في مقابل ذلك، لا يجرؤ بشار الأسد على مغادرة قصره الذي يتحصن فيه منذ أعوام، وزياراته القليلة التي كان يقوم بها، لا تتعدى سوى بضع كيلو مترات عديدة من مقر “إقامته”، واقتصرت على بعض المساجد والكنائس، والتي تكون سرية وتبثها وسائل إعلامه بعد ساعات من عودته إلى حصنه في المهاجرين.

وسابقاً، حاولت وسائل إعلام النظام “عبثاً” ترميم صورة الرئيس الخاضع” للإقامة الجبرية” في قصره، ولتنشر صوراً زعمت أنها لزيارة “الأسد” إلى إحدى جبهات القتال، ليتبين لاحقاً أن هذه الصور التقطت له ضمن مشهد تمثيلي وبإخراج سيء، في منطقة الزبلطاني الخاضعة لسيطر قواته وسط دمشق.

ويشار في هذا السياق أن الإعلامي السوري “فيصل القاسم” تحدى  بشار الأسد بالخروج من مخبئه إلى شوارع دمشق، وكتب منشوراً في عام 2015 على حسابه بموقع التواصل الاجتماعيّ “فيسبوك” أن “الشبيحة يتحدون المعارضين السوريين في الخارج بأنهم لن يحلموا بدخول سوريا، ونحن نتحدى الشبيحة أن يحلم رئيسهم بأن يظهر في شوارع دمشق فما بالك شوارع درعا”.

والجدير بالذكر، أن مظاهر التغلغل الإيراني الشيعي العلني بدأت تظهر في معالم دمشق منذ 2011 ، فمن انتشار الرايات السوداء وأعلام حزب الله في المدينة، كما حدث مؤخراً في ساحة “باب توما” التي اكتست بالسواد، بالإضافة إلى مشاهد اللطم حتى في ساحات المسجد الأموي واللعن العلني للصحابة وسب أم المؤمنين السيدة (عائشة)، وصولاً إلى الأناشيد الدينية الشيعية التي تحض على قتال أهل السنة الذين يسمونهم بـ “النواصب” والتي أصبحت أمراً عادياً في أحياء دمشق التي اكتست بالعبارات الطائفية، وخاصة في ذكرى عاشوراء، إلى جانب التوغل الإيراني في مفاصل الإقتصادي السوري، عبر انتشار غير مسبوق للبضائع والسلع الإيرانية في أسواق دمشق.

اورينت نت