اسطنبول ـ مدار اليوم

توسع روسيا دائرة عملياتها في سوريا، من خلال استهداف سلاح الجو الروسي 6 محافظات سورية بغارات مكثفة، ولم تقتصر الأهداف على مواقع تنظيم “داعش” بل توسعت لتطال  أهداف كتائب إسلامية و”جبهة النصرة” إضافة إلى فصائل المعارضة المعتدلة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية ضربت 55 هدفاً خلال غارات شنتها في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في سوريا، لافتةً إلى أن الطيران الروسي نفذ 64 طلعة وأصاب خلالها 55 هدفاً لتنظيم “داعش” في سوريا”.

وأوضحت الوزارة أن هذه الضربات نفذت في محافظات دمشق وحلب وحماة والرقة وإدلب واللاذقية، ودمرت 29 معسكراً لتدريب الإرهابيين و23 موقعاً دفاعياً ومركزي قيادة ومخزناً للذخيرة.

وأعلن  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده لن تشارك في عمليات عسكرية برية في سوريا، إلا أنه أكد أن الغارات الجوية الروسية في سوريا، ستستمر ما دامت العمليات البرية التي تقوم بها قوات بشار الأسد مستمرة، حيث قال بوتين في  لقاء مع قناة تلفزيونية روسية، إن “مهمة بلاده تتمثل في تأمين الاستقرار لنظام الأسد، وتوفير الظروف الملائمة للتوصل لحل سياسي”.

وأكد بوتين أن بلاده حضرت مسبقاً لغاراتها الجوية في سوريا، حيث قامت لمدة طويلة، بعمليات استكشافية من الجو والفضاء، وحشدت القوات والذخائر اللازمة في الوقت المناسب، وفي الأماكن الملائمة، كما لفت إلى أن روسيا لم تفقد الأمل في إمكانية التوصل لاتفاق مع الدول الغربية، بشأن الغارات الجوية في سوريا، خاصة وأنه “تم تكوين نماذج مجموعات عمل مع أمريكا وإسرائيل، وجاري العمل من أجل إجراء مشابه مع تركيا” حسب قوله.

وعلى الرغم من تصريحات بوتين تلك تستمر روسيا بتوسيع ضرباتها في سوريا، وتعمل على بناء وتوسيع معسكراتها الجوية والبحرية على الساحل السوري، إضافة إلى أنها انتقلت مؤخراً لاستخدام أنواع جديدة من الأسلحة التي تقصفها على مواقع المعارضة السورية و”داعش”.

وفي هذا الصدد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش، استخدام نوع جديد ومتطور من القنابل العنقودية الروسية للمرة الأولى في الحرب الدائرة بسوريا.

وأوضحت المنظمة في بيان لها أن صوراً وأشرطة فيديو تم تداولها على الانترنت، تظهر استخدام قنابل عنقودية من طراز “سي بي بي اي” للمرة الأولى في سوريا، في غارة استهدفت محيط بلدة كفر حلب التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي الغربي في الرابع من شهر تشرين الأول / أكتوبر، من دون أن تسفر عن وقوع اصابات.

ومن جانب آخر سيطرت روسيا على سلطة اتخاذ القرار، وخاصة في الميدان، حيث يقود خبراء وضباط روس في كل غرف العمليات العسكرية لقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية التي مازال الروس يعتمدون عليها في الأرض، ويوجه الخبراء  الأوامر إلى ضباط الأسد، مما تسبب في أكثر من خلاف بين الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب ناشطون من حماه.

وذكرت مصادر  أن روسيا أصبحت الآن تسيطر رسمياً على 3 وزارات سياديةفي حكومة الأسد، وتعتبر المسؤولة المباشرة عن إدارتها، حيث لا يخرج إي تصريح قبل أن يمر على المسؤولون الروس ليتم الموافقة عليه، وفي وزارة المالية لايتم صرف أي ليرة سورية إلا بعلم روسيا، أما وزارة الدفاع فكل القرارات صادرة عن الخبراء والضباط الروس المتواجدين في سوريا.

ومن المتوقع أن تتجه استراتيجية روسيا في المرحلة القادمة إلى التوسع حتى خارج الأراضي السورية، خاصة وأن العراق قد طلب رسمياً منها المشاركة في ضرب تنظيم “داعش” هناك، وكان الطيران الروسي اخترق مؤخراً الأجواء العراقية، دون صدور أية ردود دولية على هذا الاختراق.