A U.S. soldier runs at a coalition forces forward base near West Mosul, Iraq June 21, 2017, where Iraqi security forces are fighting Islamic State. REUTERS/Marius Bosch

طهران – محمد صالح صدقيان , الكويت – «الحياة»

رفضت إيران أي محاولة لتقسيم العراق، موضحة أن الاستفتاء على الانفصال الذي تنوي حكومة إقليم كردستان إجراءه سيثير مشكلات كثيرة ويحول دون عودة الأمن والاستقرار في مرحلة ما بعد «داعش». ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تحذيره من أي إجراء يمكن أن يؤدي إلى إضعاف فصائل «الحشد الشعبي» التي تدعمها طهران لأن ذلك «سيعرض استقرار البلاد للخطر».
وكان العبادي زار طهران والتقى كبار المسؤولين الإيرانيين، ثم غادرها إلى الكويت، حيث التقى أميرها الشيخ صباح الأحمد، وبحث معه في مسألة الديون المترتبة على بغداد، نتيجة غزو النظام السابق.
وأبلغ خامنئي العبادي أن «إيران بصفتها جارة للعراق تعارض الأصوات الداعية إلى إجراء استفتاء لاقتطاع جزء من أرضه، بل تعتبر الساعين إلى هذا الأمر معارضين لاستقلال البلاد ووحدتها»، مشدداً على ضرورة «المحافظة على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها». وحذر بعد خلوة مع العبادي قبل أن تلتحق به بقية أعضاء الوفد العراقي، من الثقة بالأميركيين «لأنهم يتحينون الفرص لضرب العراق»، داعياً بغداد الى عدم السماح للقوات الأميركية بالعودة. وشكك بنيات واشنطن وبدعوتها إلى القضاء على «داعش» لأنها وحلفاءها، ترغب في بقاء التنظيم خاضعاً لسيطرتها». وأشاد بقدرة الجيش العراقي على السيطرة على الحدود المشتركة مع سورية.
وقال العبادي خلال هذا اللقاء إن «القضاء على داعش ممكن»، وأكد «ضرورة استمرار الدعم الإيراني لبلاده لأن العراق في حاجة إلى ذلك لمواجهة التنظيم، وكذلك في مرحلة ما بعده».
إلى ذلك، قال الرئيس حسن روحاني الذي التقى العبادي أيضاً إن تحرير الموصل «رمز لنهاية الإرهاب ويشكل فرحة كبيرة لإيران والعراق وسورية وكل دول المنطقة التي تقارع الإرهاب»، معرباً عن استعداد بلاده «لتوظيف إمكاناتها لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة». وشدد روحاني على ضرورة الحفاظ على سيادة اراضي دول المنطقة ووحدتها وعدم إجراء أي تغيير في الحدود الجغرافية، رافضاً التقسيم، وقال: «إن الجمهورية الإسلامية تدعم عراقاً موحداً وأي خطوة تؤدي الى إضعاف وحدته مرفوضة».
في الموصل، قال مصدر عسكري لـ «الحياة» أمس، إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب اقتربت من جامع النوري بعد اجتياز منطقة خزرج، وتوغلت في عمق منطقة الساعة، وأصبحت المنطقة المحيطة بالمسجد تحت مرمى النيران، ويعاني عناصر «داعش» التشتت وعدم التنسيق، وتتراجع فاعليتهم في إعاقة تقدم القوات، وأضاف أن الشرطة الاتحادية تقاتل داخل منطقة السرجخانة وأصبحت على بعد بضع مئات من الأمتار من شارع الفاروق جنوب غربي الجامع.