جولة الصحافة

نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرا لمراسل شؤون الأمن الوطني دان دي لوس، قال فيه إن تدخل روسيا العسكري في سوريا كان خاليا من الألم تقريبا للكرملين، ولكن سقوط طائرة مدنية روسية خلال نهاية الأسبوع أشعل التخمينات حول احتمال أن يكون المتطرفون الإسلاميون وراء الحادث، ويجد الكاتب أن هذا الأمر يثير السؤال الذي طرح حول مقامرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من البداية، وهو: هل ستستمر موسكو في حربها الجوية إن تسببت بحملة هجمات إرهابية ضد روسيا؟، وتلفت المجلة إلى أن قائد جبهة النصرة أبا محمد الجولاني دعا مؤيديه إلى القيام بعمليات ضد المدنيين والعسكريين في روسيا؛ انتقاما لدخولها الحرب في سوريا إلى جانب نظام الأسد، وقال الجولاني في تسجيل صوتي له: “إن الغزو الروسي الجديد هو آخر سهم في جعبة أعداء المسلمين”، وينقل دي لوس عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن التدخل الروسي سيلقى رد فعل قويا، قد يولد موجة من الهجمات الإرهابية، وقارنوا ما يحدث الآن بما حدث في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، عندما دخلت روسيا أفغانستان، وقال مسؤول أمني أمريكي إن روسيا تخاطر بحملتها العسكرية بتحويل الصراع السوري إلى برميل بارود يهدد حكومة بوتين، وتختم فورين بوليسي تقريرها بالإشارة إلى أن المحللين الأمريكيين يقولون إن هناك مبالغة في المقارنة بين التجربة الروسية في أفغانستان وسوريا، ففي أفغانستان كانت هناك دولة جارة هي باكستان لها حدود طويلة مع أفغانستان، وكانت على استعداد لتدريب المقاتلين فيها قبل إرسالهم لقتال الروس في أفغانستان، موضحين أن هذا ليس متوفرا في سوريا، وتستدرك المجلة بأن دعم روسيا لإيران، التي تقف مع الأسد، أغضب الدول السنية، وبالذات السعودية، ما يجعل تلك الدول مستعدة لتقديم السلاح للثوار.

  • نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، تقريرا حول وضعية فصائل الثورة المسلحة في سوريا بعد التدخل الروسي، قالت فيه إن فصائل الثورة تمكنت من امتصاص الصدمة، ونجحت في إحراز تقدم ملحوظ، رغم تعدد الجبهات، وكثرة الأعداء، وخاصة في وسط البلاد وقرب حلب، وقالت الصحيفة إنه بعد شهر كامل من الغارات الروسية المكثفة، التي لم تنجح في مساعدة قوات النظام على إحراز أي تقدم يذكر في مواجهة الثوار؛ أصبحت إستراتيجية المعارضة السورية واضحة، حيث إن مختلف الفصائل المسلحة عززت من تعاونها وتكاملها، ونسقت جهودها؛ بهدف فتح العديد من الجبهات في مواجهة أنصار النظام، وأضافت أن فصائل الثورة قامت بتكثيف هجماتها ضد قوات النظام وحلفائه من المليشيات الشيعية و”حزب الله” اللبناني والقوات الإيرانية، في مناطق حمص وحماة، وفي الغرب أيضا باللاذقية، وفي جنوب مدينة حلب الواقعة في شمال سوريا، وخاصة بعد صدور تقارير عسكرية تؤكد أن الثوار نجحوا في الحصول على صور بالأقمار الصناعية لمواقع قوات النظام، واعتبرت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية الناجحة التي تعتمدها فصائل الثورة، تكرست في شمال غرب سوريا، التي كثفت فيها روسيا من قصفها، حيث نجح المقاتلون في تنسيق جهودهم، والرد على الغارات الروسية من خلال عمليات مشتركة، وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن فشل النظام السوري في تحقيق تقدم ميداني، على الرغم من عنف الضربات الجوية الروسية؛ يدفع بموسكو إلى تبني هدف آخر بدأت تتضح معالمه شيئا فشيئا، وهو الاكتفاء بعملية جوية سريعة، من أجل الضغط على الأطراف السياسية الأخرى، لدفعها للجلوس على طاولة الحوار والاتفاق على انتقال سياسي، ينتظر أن تتضح إمكانات حدوثه في الأسابيع القادمة.
  • تحت عنوان “روسيا والأسد.. وأرض الواقع!” كتب طارق الحميد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، ورأى الكاتب أننا أمام موقفين على طرفي نقيض في محادثات الأزمة السورية٬ حيث الحديث عن المرحلة الانتقالية٬ ورحيل بشار الأسد، ولفت إلى أن الموقفين المتناقضين جاءا في يوم واحد؛ الأول صادر عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية٬ والآخر صادر عن نائب وزير خارجية النظام الأسدي، وأوضح أنه في موسكو قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية٬ ماريا زاخاروفا٬ ردا على سؤال عما إذا كان الإبقاء على الأسد مسألة مبدأ بالنسبة لروسيا٬ إنه بالقطع لا، لم نقل هذا قط، مضيفة: نحن لا نقول إن الأسد يجب أن يرحل٬ أو يبقى، بينما رفض فيصل المقداد٬ نائب وزير خارجية النظام الأسدي٬ من إيران التي يزورها٬ فكرة فترة انتقالية٬ معلنا أن هذه الفكرة موجودة فقط في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع، ورأى الكاتب أن الموقف الروسي هذا لا يعد مهّما فحسب٬ بل إنه يحشر إيران في الزاوية٬ خصوصا بعد تصريحاتها الأخيرة التي هاجمت فيها السعودية٬ واتهمتها بلعب “دور سلبي”٬ كون الرياض تطالب برحيل الأسد٬ وتعتبر ذلك أساس الحل في سوريا، وربط الكاتب بين الموقف الروسي هذا والتلويح الإيراني بالانسحاب من المفاوضات السورية٬ مبرزا أنه قد يكون احتجاجا على الروس٬ أكثر من كونه احتجاجا على السعوديين٬ كما تردد إيران، وشدد الكاتب على ضرورة الترحيب بالتصريح الروسي الذي لا يرى الحفاظ على الأسد كمسألة مبدأ٬ ويجب أن يطالب العقلاء روسيا بضرورة البناء على هذا الموقف للمضي قدما في تحقيق العملية الانتقالية السياسية، مؤكدا في الوقت نفسه على أن هذا الترحيب يجب ألا يقود إلى التراخي في دعم المعارضة٬ وتحديدا الجيش الحر٬ بل لا بد من استمرار العمليتين؛ السياسية والدعم العسكري٬ وبشكل متواٍز٬ حتى يتم تحقيق نجاح حقيقي في محادثات السلام٬ وهذا هو الهدف الأهم.
  • نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لعبد الباسط سيدا بعنوان “محادثات حول مصير سورية في غياب السوريين”، الكاتب اعتبر أن التدخل الروسي كان بمثابة الخطوة التي حركت المواقف الإقليمية والدولية في خصوص سورية، موضحا أن الترقّب الأميركي الواضح وردود الأفعال المدروسة من جانب السعودية وتركيا أوحت بوجود نَفَسٍ جاد للبت في إمكان الوصول إلى حل سياسي لمعالجة الجرح السوري المفتوح، ورأى الكاتب أن اجتماع فيينا جاء ليجسّد هذا النَفَس، ويعلن انطلاقة المحادثات الدولية – الإقليمية للتوصل إلى حلٍّ يكون في مثابة تقاطع مصلحي بين الجميع، وشدد على أن ما ينقذ سورية، ويطمئن كل مكوناتها، جماعات وأفراداً، هو المشروع الوطني لكل السوريين ومن أجلهم كلهم على قاعدة احترام الخصوصيات والحقوق، مبرزا أن مشروعا كهذا سيكون في المنظور البعيد لمصلحة دول الإقليم ومجتمعاته، لأنه سيساهم في ترسيخ معالم الأمن والاستقرار في المنطقة، وسيفتح الآفاق واسعةً أمام المشاريع التنموية القادرة على استيعاب الطاقات الشبابية، وتوظيفها في خدمة التطوير المجتمعي المتوازن، ما يشكّل ضمانة أكيدة للمصادرة على النزعات المتطرفة، وتجسّداتها وتحوّلاتها الإرهابية، وخلص الكاتب إلى أن أي حل مقترح أو مفروض لا يرتقي إلى مستوى تضحيات السوريين وتطلعاتهم، سيبقى مجرّد إجراء طارئ وقتي، ولن يساهم في معالجة الجرح السوري النازف، بل سيزيده نزفاً وتأثيراً، ويجعل علاجه أكثر صعوبة وتعقيداً.
  • صحيفة المستقبل اللبنانية نشرت مقالا لخير الله خير الله تحت عنوان “إيران في فيينا.. سبب وجيه لحضورها”، الكاتب أشار إلى أن إيران التي بدأت تلوّح بمقاطعة اللقاءات المقبلة في فينا، تسعى إلى ممارسة لعبتها المفضّلة التي اسمها الابتزاز، مبرزا أن إيران لا تعرف أن لعبتها مكشوفة، خصوصا بعدما صار المسؤولون في طهران يعتقدون أنّهم أقرب إلى الإدارة الأميركية من دول مجلس التعاون الخليجي، وأن هذا التقارب مع واشنطن أكثر من كاف للحصول على دور إقليمي يوازي الدور الإسرائيلي، ولفت الكاتب إلى أن موسكو تراهن على ما بقي من مؤسسات الدولة السورية، خصوصا على الجيش والضباط العلويين، لكنّها قد لا تكون متمسّكة بشخص بشّار إلى ما لا نهاية، متسائلا: هل هذه نقطة التقاء مع طهران أم نقطة اختلاف معها؟، واعتبر في الوقت نفسه أن إيران حضرت لقاء فيينا لسبب واحد، يتمثّل في أنها مصرّة على أن تكون من بين الذين سيشاركون في صلاة الغائب على روح نظام الأسد، وخلص الكاتب إلى أن كل ما في استطاعة إيران تحقيقه يتمثّل، في حال كانت تريد أن تكون متفائلة، في الحصول على جزء من هذه التركة، معتبرا أن ذلك هو ما يفسّر مباشرتها من الآن المتاجرة بمشاركتها مستقبلا بلقاءات مثل لقاء فيينا.
  • قالت صحيفة عكاظ السعودية إنه مع وصول المبعوث الأممي المعني بملف الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا إلى دمشق في زيارة للبحث مع قيادات النظام السوري سبل حل الأزمة التي تجاوزت خمس سنوات، فإن على دي ميستورا ترجمة تنفيذ مقررات جنيف التي أجمع عليها المجتمع الدولي فضلا عن دعم اجتماع فيينا لمرجعية جنيف باعتبارها الحل الأساسي للأزمة، ورأت الصحيفة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الالتفاف على مرجعية جنيف خاصة أن جميع الأطراف الفاعلة الدولية قبلت بها وهذا يعني أن رحيل بشار الأسد أصبح عنصرا رئيسيا في إنهاء الأزمة وبقاؤه يعني إطالتها وقتل المزيد من الشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته، وحثت الأمم المتحدة، على الضغط والتبكير في الترتيب لرحيل الأسد الذي يعتبر الحاضن الرئيسي للإرهاب لكي يعيش الشعب السوري في أمن وأمان وينتهي الكابوس الأسدي الجاثم على صدور الشعب المناضل المدعوم من الباسيج الإيراني ومليشيات “حزب الله” الطائفية.
  • تطرقت صحيفة الشرق القطرية للشأن السوري وأكدت أن التغيير في سوريا بات قريبا وأن إرادة الشعب السوري ستنتصر وسيرحل الأسد إما سياسيا أو عسكريا، كما أن أيام نظامه معدودة، وأي تدخل لن يطيل من عمره، وإنما يفاقم معاناة الشعب السوري، واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان “سوريا.. حتمية التغيير” أن اجتماع فيينا خطوة باتجاه الحل السياسي، مشددة على ضرورة وقف الحرب والمجازر التي ترتكب من قوات النظام وحلفائه، ومؤكدة على أن حماية المدنيين من واجب المجتمع الدولي.