بيروت – مدار اليوم

طالب عدد من اللبنانيين عبر بيان لهم “حزب الله” بالإنسحاب فوراً من سوريا، وذلك بعد أن شهدت لبنان عدة مظاهرات كبيرة للتضامن مع أهالي مضايا الجياع، وتورط الحزب فيها.

وأكد البيان أن “مشاركة فريق لبناني متمثّل في السلطة السياسية وله حيثية مذهبية بالقتال المباشر في سوريا، يؤدي الى إطالة أمد الحرب السورية، وهي الحرب التي تشترك فيها عبر دمار سوريا وابادة شعبها المتبقّي من التهجير قتلاً وقصفاً والإماتة جوعاً غالبية الدول الاقليمية والغربية”.

وطالب البيان، أمام “ما يحصل اليوم من كارثة إنسانية وسياسية وأخلاقية في مضايا عبرحصارها وتجويع أطفالها وأهلها بشكل ممنهج ومقصود”، من “حزب الله” الخروج فوراً من الأراضي السورية “قبل فوات الأوان، رأفة بدماء أبنائنا الذين يُقتلون في حربها التي تفوق قدرات بلدنا على تحمّلها، كذلك، كي لا نكون شركاء في تدمير وإبادة وتجويع الشعب السوري خدمة لدول إقليمية، مشدداً على أن “كل فعلٍ ومشاركةٍ لأي فريق لبناني في هذه الحرب المدمّرة، سوف ينعكس سلباً على كل مكوّنات المجتمع اللبناني، وعلى بلدنا ككل”، مؤكداً أن “مصلحة لبنان وأمنه وشعبه فوق كل اعتبار”.

ولفت البيان إلى “الألم اليومي لما يمرّ به بلدنا من حال فوضى وعدم أمان نتيجة ظروف داخلية بالغة التعقيد، ومتوجّة بفراغ سلطة على كل المستويات، كما نتيجة لارتهان كافة قواه السياسية والرسمية الى خارج البلاد. يُزاد على ذلك، ارتدادات الحرب السورية المباشرة وغير المباشرة، من لجوء بات يشكّل قنبلة موقوتة لعدم القدرة على استيعابه أو تقديم الخدمات الانسانية والاجتماعية والتربوية لحمايته، كما لخطورة الحدود المشرّعة لدخول وخروج مسلّحين يأخذون البلد الى الهاوية”.

واجتاحت الإعتصامات المنددة والداعية الى فك الحصار عن مضايا شوارع لبنان، ودعت إلى إدخال المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى استمرار المواقف المنددة والشاجبة لهذه الممارسات.

وشهد طريق المصنع الدولي اعتصاماً حاشداً، تضامناً مع المحاصرين في البلدة السورية، بالتزامن مع إعتصام آخر، بدعوة من “الجماعة الإسلامية” تحت عنوان “اغيثوا مضايا” أمام مركز الصليب الأحمر الدولي في الحمرا. كما نفذت منظمة “الشباب التقدمي” اعتصاماً رمزياً تضامناً مع مضايا والقرى السورية المحاصرة، مقابل مبنى الإسكوا.

وشددت الأمانة العامة لقوى “14 آذار”، على أن “ما تشهده مضايا يرقى الى جريمة الحرب”، كما أعلن “سيدة الجبل”  تضامنه مع المحاصرين، معتبراً أن “أسلوب التجويع المعتمد من قبل نظام الأسد وحلفائه، تحت أعين العالم وسكوته عليه، مرفوض لأنه يطال كرامة أي إنسان حر”.

إلى ذلك، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، خلال افتتاحه مهرجاناً إسلامياً في البيال، ان “تجويع الشعوب كارثة ومأساة إنسانية وكل تأخير في مساعدة وإغاثة الشعب السوري يعني مزيدا من الذين يموتون جوعا ومزيدا من الذين تفتك بهم الأمراض والأوبئة”.

وسبق وأن بحث مجلس علماء دار الفتوى في البقاع برئاسة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، السبل الممكنة لفك الحصار عن مدينة مضايا السورية ونجدة أهلها، وبرز تصريح لافت للشيخ حسام العيلاني، المعروف عنه أنه مقرب من “حزب الله”، دعا فيه الى “فك الحصار عن مضايا”، على الرغم من انه أرفق دعوته هذه بالدعوة الى فك الحصار عن كل المناطق المحاصرة، وهو الموقف الذي عبر عنه ايضاً المرشح لرئاسة الجمهورية النائب سليمان فرنجية.