شن أكثر من 100 عنصر من مشاة البحرية الأميركية “المارينز” هجوما جويا عنيفا، مدعوما بقصف مدفعي، مساء الجمعة، في البادية السورية، فيما اعتبر “رسالة قوية” إلى روسيا.
ويأتي ذلك وسط تصاعد التوتر على الأرض مع تحضير النظام السوري مدعوما بحليفيه الروسي والإيراني لشن هجوم واسع على محافظة أدلب، التي تعد من أكبر المناطق، التي لاتزال خاضعة لسيطرة المعارضة.

وتهدف الرسالة الأميركية “العنيفة” إلى منع روسيا من إرسال قواتها داخل المناطق المحظورة بالقرب من إحدى القواعد الأميركية ناحية معبر التنف جنوبي سوريا، بحسب ما ذكره مسؤولان في وزارة الدفاع الأميركية.

وجاء استعراض القوة الأميركي هذا فيما كان زعماء روسيا وإيران وتركيا يعقدون اجتماعا، الجمعة، في طهران لبحث خطواتهم المقبلة في البلد، الذي تمزقه الحرب منذ 7 سنوات، حيث تسعى القوات الحكومية إلى شن هجوم على آخر معاقل المعارضة والمسلحين في إدلب.

وكانت القوات الروسية في سوريا حذرت القوات الأميركية، في مناسبتين خلال سبتمبر الحالي (يومي 1 و6 سبتمبر) من نواياها شن عملية عسكرية بالقرب من معبر التنف، وهو موقع تتمركز فيه قوات العمليات الخاصة الأميركية، وفي المرتين، طالب الجيش الأميركي من القوات الروسية التراجع عن نواياها.

وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية، ويليام أوربان، في بيان إن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى معركة مع الروس، أو الحكومة السورية أو أي جماعة قد توفر الدعم للحكومة السورية في الحرب الأهلية الدائرة هناك”.

أضاف أوربان “الولايات المتحدة لا تطلب مساعدة في جهودها لتدمير تنظيم داعش”، وفق ما نقلت “فوكس نيوز” عن النقيب أوربان.

وحول القصف الذي شنه عناصر المارينز في جنوب سوريا مساء الجمعة، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الوسطى إنه يهدف إلى “استعراض قدرات الانتشار السريع والهجوم على أهداف بالتعاون بين القوات البرية والجوية، وتنفيذ عملية إنقاذ سريع في أي مكان في المناطق الخاضعة لعملية العزم الصلب”، وهو الاسم العسكري للتدخل الأميركي ضد داعش في كل من سوريا والعراق.

وأضاف أن تدريبات وتمرينات مثل هذه ستعزز قدراتنا لهزيمة داعش وتأكيد جاهزيتنا للرد على أي تهديد لقواتنا”. ويعتقد أن التهديد هنا يتعدى ذلك الذي يشكله داعش ليشمل القوات الروسية في سوريا.

واستخدمت في “هذا الاستعراض النادر للقوة” بعد شهور على قيام طائرات عسكرية أميركية، بما فيها الطائرة المسلحة الثقيلة “إيه سي-130 والطائرات المقاتلة والقاذفة، قتلت نحو 300 من “مرتزقة روسيا” قرب دير الزور إثر تعرض مجموعة تابعة للقوات الخاصة الأميركية لهجوم في المنطقة.

يشار إلى أن روسيا وافقت على مناطق خفض التصعيد حول معبر التنف لتجنب أي نزاع عارض بين القوات المختلفة، و”نحن نتوقع أن تلتزم روسيا بهذا الاتفاق” بحسب ما ذكر أوربان.

الإنفوغرافيك المرفق يشير إلى مواقع انتشار القوات المختلفة في سوريا، ومراكز تواجدها، ويلاحظ أن هناك بؤرة لتنظيم داعش بالقرب من البوكمال عند الحدود السورية العراقية المشتركة، غير أنه ثمة تواجد لخلاياه في أنحاء من البادية السورية وبالقرب من الحدود مع العراق.

ويتناول أيضا مواقع السيطرة في محافظة إدلب، التي يشتد الصراع عليها حاليا، بوصفها المعقل الأخير للفصائل المسلحة المختلفة والمعارضة، بالإضافة إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية والفصائل والقوات المتحالفة معها.

يشار إلى أنه يزداد الحديث حاليا بشأن احتمال شن القوات السورية والمتحالفة معها هجوما على إدلب، وقد تستخدم فيه الأسلحة الكيماوية، وهو ما حذرت منه الولايات المتحدة، فيما كانت القوات الجوية الروسية شنت في السابع من سبتمبر الجاري قصفا هو الأعنف على إدلب منذ أكثر من شهر.

واستهدف القصف مقرات تابعة لفصائل معارضة في إدلب، مما أسفر عن قتيلين على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال إن أن طائرات روسية نفذت غارات على مقرات لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وأخرى لحركة أحرار الشام في محيط بلدة الهبيط الواقعة في ريف إدلب الجنوبي الغربي.

وأسفرت الغارات عن مقتل عنصر من حركة أحرار الشام وإصابة 14 آخرين على الأقل، إضافة إلى مقتل مدني وإصابة 4 آخرين، وفقا للمرصد.

(سكاي نيوز)