REUTERS/Rodi Said

عبدالرازق النبهان
الحسكة – «القدس العربي»: أقدمت وحدات الحماية الشعبية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي خلال الأيام الثلاثة الماضية على تهجير سكان قرى «خنيز» بريف الرقة الشمالي، وذلك على خلفية مقتل أحد الأشخاص المتعاونين معها في المنطقة برصاص مجهولين.
وقال الناشط الإعلامي ضياء الأحمد، في حديثه مع «القدس العربي»: إن مسلحي الجناح الأمني لوحدات الحماية الشعبية الكردية «الأسايش»، قاموا بتهجير أكثر من ألفي مدني من سكان قرى خنيز جنوبي، خنيز الغانم، خنيز الكشة، ومعظمهم من النساء والأطفال بحجة التستر على قاتل خلف العلي الحسين المتعاون مع «الاتحاد الديمقراطي الكردي» في المنطقة.
وأضاف أن المدعو خلف الحسين تمت تصفيته برصاصة في الرأس من قبل مجهولين في منزله عبر مسدس مزود بكاتم للصوت، حيث يعتبر من أبرز الأشخاص المقربين للاتحاد الديمقراطي في قرى ريف الرقة، ويعمل على تجنيد الشبان العرب ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات وحدات الحماية الشعبية الكردية، كما قال.
وأشار الأحمد إلى فرض وحدات حزب الاتحاد الديمقراطي حصاراً على أهالي هذه القرى قبل تهجيرهم بأيام بسبب إقدام 55 شاباً من أبنائها على الانشقاق عنها، مستغلين الإجازة التي حصلوا عليها، إلا أن حادثة مقتل الشخص المتعاون معها يوم الخميس الماضي دفعها إلى عملية تهجير الأهالي عن قراهم.
وقال أحد سكان ريف الرقة رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية أن «قياديا في وحدات الحماية الشعبية هدد الأهالي بهدم قراهم ومسحها إذ لم يتم تسليم قاتل خلف الحسين متهما الأهالي بالتستر على الجناة».
وأضاف، «أنه جاء بعد ذلك برفقة عناصره وقاموا بتهجير الأهالي إلى ناحية سلوك ومنطقة عين عيسى حيث تم منعهم من حمل أمتعتهم، بينما قاموا باعتقال عدد من الشبان في قرية خنيز جنوبي»، وأشار إلى «أن الظلم الواقع على أهالي قرى ريف الرقة الأبرياء من اعتقال وتدمير بيوت وضيق المعيشة دون استقرار الأوضاع في المنطقة سيزداد سوءا مع التهجير».
يشار إلى أن عملية تهجير السكان في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية بريف الرقة شمال سوريا تعد إحدى السياسات التي تتبناها وحدات الحماية الشعبية الكردية، بما يخدم أهدافها في المنطقة. وشهدت مناطق عدة تهجيراً واسعاً للسكان خلال الأشهر الماضية، منها الصمع والجرنية، حيث أنذرت وحدات حزب الاتحاد الديمقراطي السكان وطلبت منهم المغادرة، وقامت بالاستيلاء على منازلهم والتمترس بها. كما شهدت منطقة الحيدرات، عملية تهجير واسعة، بمجرد وصول هذه القوات إلى المنطقة والسيطرة عليها.
وكانت منظمات دولية اتهمت الوحدات الكردية التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي بالتهجير القسري للسكان العرب والتركمان من مناطق سيطرتها في سوريا، واعتبرت ذلك بمثابة جرائم حرب، وأصدرت منظمتا العفو الدولية «أمنستي» و»هيومان رايتس ووتش» تقارير تؤكد قيام الوحدات المذكورة بعمليات هدم كامل وجزئي لقرى في ريفي الحسكة والرقة.

alquds.co.uk