تواصل قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة لها تقدمها السريع في ريف حلب الشرقي على حساب تنظيم “الدولة”، وسط صمت وتغييب إعلامي من قبل الأخير بسبب فرضه قيوداً صارمة على عمل الصحفيين والناشطين الإعلاميين في مناطق سيطرته وحصر الأخبار الصادرة من تلك المناطق بالمؤسسات الإعلامية التابعة له، والتي لم تأتِ على ذكر أي أخبار عن زحف قوات النظام التي أصبحت على مقربة كبيرة من مدينة “الباب” التي تعتبر بمثابة عاصمة “الدولة” في “ولاية حلب”.
وتسعى قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة لها خلال حملتها التي تشنها على ريف حلب الشرقي إلى فتح طريق إمداد لها نحو “المحطة الحرارية” التي أصبحت محاصرة من جهتين والسيطرة عليها وتأمين طريق يصل مطار كويرس العسكري بمطار حلب الدولي، وتكمن أهمية الحرارية في أنها تقع على الطريق الدولي الواصل “حلب-الرقة” علاوة على أنها تعد أكبر محطات توليد الكهرباء في سوريا، وتتكون من خمس مجموعات توليد بخارية بقدرة كلية تقدر بـ1100 ميغاواط.
* 8 كم عن “الباب”
ومن محور قريب آخر، تواصل قوات النظام وميليشياته تقدمها بسرعة كبيرة نحو مدينة “الباب” ذات الأهمية الاستراتيجية، حيث تمكنت خلال أقل من أسبوع من بسط سيطرتها على أكثر من 10 قرى في محيط البلدة ومساحات شاسعة من المزارع في الريف الشرقي.
وبعد يوم واحد من سيطرتها على بلدة “عيشة” المتاخمة لبلدة “تادف” تمكنت قوات النظام وميليشياته أمس من السيطرة على 5 قرى جديدة في المنطقة وهي “الملتفة، مزارع رسم السرحان، العجوزية العبودية، والسريب”، ونقلت معاركها إلى بلدة “عران” التي تبعد عن مدينة “الباب” أقل من 8 كيلومتر.
وساهمت الغارات التي يشنها سلاح الجو الروسي على مناطق سيطرة تنظيم “الدولة” بتسريع تقدم قوات النظام وميليشياته، حيث أكدت مصادر خاصة لـ “زمان الوصل” في المنطقة أن عدد الغارات التي شنتها الطائرات الروسية أمس الجمعة بلغت 120على الأقل، تسببت بمقتل عشرات المدنيين، فضلا عن الدمار الواسع في المباني السكنية.
* أُسر التنظيم إلى الرقة
وأكدت المصادر التي تواصلت معها “زمان الوصل” قيام عناصر التنظيم بترحيل أُسرهم وأقاربهم من مدينة “الباب” وبلدة “تادف” والبلدات المحيطة نحو مدينة “الرقة”.
وذكرت أن التنظيم يمنع سكان الريف الشرقي من ترك منازلهم والنزوح منها منعاً باتاً.
وأشارت المصادر إلى أن التنظيم يعاقب الأسرة التي تحاول الهرب من مناطق سيطرته بسجن رب الأسرة بعد إجباره على قطع الطريق بين “تادف” و”الباب” مشياً على الأقدام مع أسرته 5 مرات ذهاباً وإياباً، وتبلغ المسافة بينهما 5 كيلو متر.
وفي سياق متصل نقلت وكالة “فرانس برس” أمس الجمعة عن “مصدر أمني” أن قوات النظام تستعد لشن هجوم كبير لاستعادة حلب.
وقال المصدر بحسب الوكالة “إن الجيش يسعى من خلال هذه العملية إلى توسيع المنطقة الأمنية حول المدينة” ومنع الفصائل المسلحة في القسم الشرقي منها من الحصول على إمدادات من الأرياف، كما بثت وسائل إعلام رسمية تابعة للنظام صوراً وتسجيلات تظهر قواته على تخوم مدينة “الباب” كما رصدت الصور المدينة بشكل واضح من مسافة تقدر بـ 5 كيلومتر كخط نظر.

زمان الوصل