تساءل موفد الأمم المتحدة لسوريا استيفان دي ميستورا أمس عن مدى التزام إدارة الرئيس دونالد ترامب في البحث عن تسوية سياسية للنزاع في سوريا، قبل أيام من استئناف محادثات جنيف بين طرفي النزاع، برعاية المنظمة الدولية.
وتساءل دي ميستورا متحدثا في مؤتمر ميونخ للأمن المنعقد في ألمانيا «أين هي الولايات المتحدة من كل ذلك؟ لا يمكنني أن أجيبكم، لأنني لا أعرف»، مشيرا إلى أن الإدارة الجديدة لا تزال تعمل على وضع أولوياتها بهذا الصدد.
وقال إن واشنطن لديها «ثلاث أولويات: مكافحة داعش، والحد من نفوذ لاعب إقليمي معيّن (إيران)، وعدم تعريض أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة للخطر».
وأضاف: «كيف تمكن تسوية هذه المعضلة؟ هذا ما يجري النقاش حوله في واشنطن».
وقال مشدّدا «سؤالي هو التالي: هل تريدون أن تقاتلوا داعش أو تهزموه بصورة نهائية؟ هزم داعش يتطلب حلا سياسيا ذا مصداقية» في سوريا.
ولفت إلى أنه «حتى وقف إطلاق نار يحظى بدعم طرفين راعيين لا يمكن أن يصمد طويلا في غياب أفق سياسي»، في إشارة إلى المحادثات التي جرت مؤخرا في أستانا برعاية روسيا وتركيا.
ورد الموفد الأميركي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك الذي شارك في النقاش «إننا بصدد مراجعة العملية برمتها».
وشدّد دي ميستورا على أن محادثات جنيف ستتناول قرار الأمم المتحدة الرقم 2254 الذي صدر في نهاية 2015 وأقر خريطة طريق من أجل حل سياسي للنزاع السوري.
وذكر دي ميستورا بأن خريطة الطريقة تنص على «حكومةٍ ذات مصداقية تضم جميع الأطراف، ودستورٍ جديد يضعه السوريون، لا أطراف خارجية، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها اللاجئون السوريون».
وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة الذي حضر أيضاً إلى ميونخ: «سنذهب إلى جنيف لمناقشة حل سياسي»، لكنه أكد أنه لن تكون ممكنة تسوية أي مشكلة «طالما أن الأسد في السلطة».

قصف درعا
ميدانياً، قالت مصادر المعارضة إن قوات النظام السوري استهدفت بالقصف والغارات حي درعا البلد في مدينة درعا، كما استهدفت مناطق أخرى بريف المدينة، بينما أعلنت فصائل المعارضة المسلحة انتهاء ما قالت إنهما المرحلتان الأولى والثانية من معركة «الموت ولا المذلة» في درعا.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام استهدفت أمس حي درعا البلد في مدينة درعا، (جنوب سوريا)، بصاروخ أرض ـــ أرض، كما سقطت قذائف هاون ومدفعية على الحي وعلى مناطق أخرى بريف المدينة.
وفي معارك دمشق وريفها، واصلت قوات النظام أمس تصعيدها بحي القابون (الواقع شمال شرق العاصمة دمشق) واستهدفته بنحو ثمانية صواريخ، وترافق القصف الصباحي الصاروخي مع قصف بقذائف الهاون، طالت أيضا حي تشرين المجاور.
وأسفر القصف عن دمار كبير لحق بالأبنية وممتلكات الأهالي، وهو يتزامن مع تعزيزات عسكرية للنظام في محيط الحيين، تمهيدا لحملة عسكرية بهدف استعادة السيطرة عليهما.
وارتكبت قوات النظام السبت مجزرة بحي القابون، حيث قُتل 16 شخصاً على الأقل، بينهم مواطنتان في قصف بنحو سبعة صواريخ، استهدف مواقع في الحي على طرف الأوتستراد الدولي.
وتشهد مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في هذه الأحياء وبلدتي حرستا ودوما، تصعيدا عسكريا لافتا في اليومين الماضيين، وذلك بالتزامن مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام وأخرى روسية في المنطقة. (ميونخ، بيروت ـــ أ.ف.ب، الجزيرة نت)