عقدت اللجنة المركزية اجتماعاً في أواخر نيسان 2017، عالجت فيه بعض القضايا التنظيمية، ثم توقفت عند أبرز التطورات الميدانية والسياسية الحاصلة ما بين اجتماعي اللجنة المركزية، إضافة لمحاولة تقييم الجهود الدولية للحل السياسي في مساري جنيف والأستانة، مع مواكبة لأهم التطورات الدولية والإقليمية.
شكّل سقوط حلب منعطفاً كبيراً في تطورات الأزمة السورية. وتسبب بتداعيات عديدة على كافة المستويات. ويبدو أن هذه التداعيات لن تتوقف قبل أن تستتبع المزيد من المتغيرات، وكأنها تؤسس لسقوط مرحلة وتدخلنا في أخرى جديدة من عمر هذه الأزمة، وما زلنا نعيش تداعياتها حتى الآن.
انطلاقاً من إنجازها العسكري في حلب، تعمل موسكو على توظيفه لصالح حل سياسي، يطابق رؤيتها من خلال فرض مسار الاستانة، الذي تريده عسكرياً وسياسياً، ليصبح أمراً واقعاً بديلاً عن جنيف، هادفة من وراء ذلك إلى إضعاف المعارضة وتقسيمها، واختطاف الفصائل العسكرية ودورها، والتعاون معها تحت مسمى تثبيت وقف إطلاق النار، مع مواصلة دعم النظام في استكمال مخطط التهجير القسري. ففي ظل اجتماعات الاستانة تمّ تهجير سكان وادي بردى وحي الوعر الحمصي، وتهجير سكان الزبداني ومضايا وأهالي كفريا والفوعا بما عرف باتفاق المدن الأربعة، والعمليات الوحشية لإخضاع الغوطة الشرقية وأحياء شرقي دمشق لإحكام الطوق أخيراً حول العاصمة. تم ذلك في ظل تلاقي مصالح روسيا وتركيا وإيران في إطار تفاهمات اضطرارية ومؤقتة جرت بينهم، وسط صمت المجتمع الدولي وغياب الموقف الأميركي. غير أن دعم الفصائل من قبل الهيئة العليا للمفاوضات وتزويدها بالمستشارين، أفشل مخطط الروس، وفوَّت عليهم فرصة الاستفراد بها. وكذلك فعلت الفصائل عندما رفضت التعامل مع مشروع الدستور الروسي الذي قدم في الاستانة، مثلما رفضت بحث أي شأن سياسي من خلاله، وأحالته إلى الهيئة العليا للمفاوضات كمرجعية مختصة تتمتع بالأهلية والثقة، والتي هي في موقع الاستهداف من قبل الروس. ونتيجة لفشل روسيا في الوفاء بوعودها، وانعدام جديتها في أداء مهامها كضامن لوقف إطلاق النار وفق اتفاق أنقرة 30 / 12 / 2016، قامت الفصائل بمقاطعة اجتماع استانة 3. وبذلك وضعت مسار استانة برمته في مهب الريح.
أولاً-التطورات الميدانية ما بعد حلب:
بعد مقاطعة الفصائل العسكرية لاجتماع استانة3، ورفضها القاطع الابتعاد عن المعارضة السياسية، أطلقت معاركها في شرقي دمشق وريف حماه الشمالي والقلمون الشرقي ودرعا. وقد أحدثت هذه المعارك ردود فعل ايجابية واسعة لدى الأوساط الشعبية وقوى الثورة. كما شكلت  صدمة قوية أقلقت النظام وحلفاءه. أما معارك دمشق فكان لها الصدى الكبير في الإعلام العربي والدولي. وشكلت تحدياً غير مسبوق لنظام الأسد في قلب مدينة دمشق. وكان لها الأثر الكبير في كسر معنوياته ومعنويات مؤيديه.
يستمر الاحتلال الروسي في همجيته باستهداف الأسواق الشعبية والمساجد والمشافي في ادلب وريفها وريف حماه الشمالي. أما الغارات الجوية لطائرات التحالف الدولي فقد ارتكبت مجازر بقصفها مناطق سكن للمدنيين، كان آخرها مجزرة المنصورة في ريف الطبقة التي سقط فيها مئات الضحايا من الأطفال والنساء.كما يواصل النظام المتوحش بدعم روسي-إيراني ارتكاب المجازر اليومية بكافة صنوف الأسلحة بما فيها استخدام الغازات السامة ضد المدنيين، وتطبيق سياسة الأرض المحروقة في أحياء شرق دمشق وريف حماه الشمالي بمئات الغارات يومياً، مما أدى إلى معارك كر وفر على هذه الجبهات. وكانت مدينة خان شيخون هي الضحية الأبرز هذه المرة، حيث قام بقصفها بغاز السارين، فبلغ عدد ضحاياه أكثر من 700 إنسان بين شهيد ومصاب . وقد غادر المدينة 3500 أسرة بعد المجزرة مباشرة. لقد حركت هذه الجريمة المروعة المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي الذي صمت عن جريمة الكيماوي الكبرى في الغوطتين 2013.
جاءت الضربة الجوية الأمريكية ضد قاعدة الشعيرات الجوية في إطار تحرك أمريكي جديد فاجأ الجميع، ومن المرجح أن تكون له عقابيل هامة على مجريات الأمور في سورية والمنطقة، ليس على الصعيد الميداني فحسب إنما على الصعيد السياسي أيضاً. فالضربة التي وجهت للنظام وقوته الجوية لا تحمل أهمية كبيرة من الناحية العسكرية، لكن حمولتها السياسية والاستراتيجية كبيرة، وقد تحمل تحولاً في المواقف الأمريكية من النظام السوري وحلفائه، وكذلك من القضية السورية وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة أيضاً. فهي تعلن حضوراً جديداً وجاداً للسياسة الأمريكية في المنطقة بعد طول غياب، مما أفسح في المجال لاستفراد الروس والإيرانيين بشؤونها ليس على المستوى الميداني فحسب إنما أيضاً في محاولتهم التطاول على الملف السياسي وعملية المفاوضات والعمل على التأثير بهما لفرض رؤيتهم ومفاهيمهم بل ومنصاتهم، كما حصل في مسار الاستانة الروسي وفي جولتي مفاوضات جنيف الرابعة والخامسة.
ثانياً –التطورات السياسية ومالاتها :
1- لم تفصح إدارة ترامب حتى الآن عن رؤيتها للحل في الأزمة السورية لكنها أعطت بعض المؤشرات حول محاربة داعش في سوريا والعراق، وقام ترامب بتكليف فريق لإعداد خطة لإنشاء مناطق آمنة ، إلى جانب إعلان الرغبة في تحجيم الدور الإيراني في المنطقة باعتبارها أكبر دولة راعية  للإرهاب ، وتوجيه نقد للسلوك الوحشي الروسي في سوريا، إضافة لإبدائه تعاطفاً مع دول الخليج واستعداده لدعمها والدفاع عنها مع إشارة الى تبديل الإدارة الأمريكية موقفها من الأزمة اليمنية لصالح عاصفة الحزم .
لقد تسارعت وتيرة الأحداث بعد أن شهدت عمليات إنزال وتواجد لقوات عسكرية بريطانية وفرنسية وأميركية في محيط الرقة والبادية ودير الزور ، ووصول دفعات إضافية من قوات المارينز إليها، مع مزيد من الدعم العسكري واللوجستي لميليشيات ” قسد”. إضافة إلى أنها تقوم حالياً بإعادة تأهيل مطار الطبقة العسكري ومطار التنف ليكونا قواعد عسكرية لها. يأتي هذا التطور في سياق معارك الامريكان ضد داعش في كلّ من سوريا والعراق، ولقطع طريق الأمداد البري عن إيران لكنه يعكس أيضاً تدخلاً مباشراً في الصراع السوري، بهدف تحجيم ما توصلت اليه التفاهمات بين روسيا وتركيا وإيران حول المسألة السورية، وعرقلة الأهداف التركية الساعية لإقامة المنطقة الآمنة بشكل خاص.
إن العودة الأمريكية للمنطقة تعيد التوازن الضروري للقوى الإقليمية والدولية المؤثرة في شؤونها، وتفتح الباب أمام استئناف العملية السياسية من أرضيتها الصلبة بيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2118 وبرعاية الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية حرصها على ” تحقيق التهدئة في جميع أنحاء سورية ” و ” دعم عملية تفاوضية مثمرة تحقق الاستقرار ” إلى جانب ” هزيمة داعش والمنظمات الإرهابية “.
من المبكر استكشاف آفاق الرؤية الأمريكية الجديدة للشأن السوري وقضايا المنطقة، وليس من الحكمة المبالغة في حصائل هذا الزخم الإعلامي والسياسي والإنساني الذي افرزته مجزرة خان شيخون، لكن من الواضح أن صفحة جديدة فتحتها المجزرة لتحديد مصير الأسد وزمرته الحاكمة وكبح الاندفاعة المتغطرسة لكل من إيران وروسيا، وإعادة الاعتبار والأدوار الممكنة لكل من تركيا والسعودية. إلى جانب إتاحة الفرصة لحضور أوروبي لائق وفاعل .
2- رغم فشل الروس في تحقيق أي اختراق استراتيجي في الملف السوري سوى منع انهيار النظام . لكنهم يسعون باستماته لوضع يدهم على هذاالملف بشقيه العسكري والسياسي، واستثماره في تحقيق عودتهم بقوة للمسرح الدولي وخلق وقائع راسخة تمكنهم من المساومة مع إدارة ترامب، وهو ما يدفعهم الآن للتركيز على لعب دور فاعل في الاستانة أو جنيف، بهدف إضعاف فرص نجاح الحل الدولي والتمهيد لفرض رؤيتهم استنادا الى موازين القوى بدلا من القرارات الدولية .
3-نلحظ تناغماً بين موقف المملكة العربية السعودية وإدارة ترامب من قضايا المنطقة. فهما تلتقيان في ضرورة تحجيم الدور الإيراني ودرء مخاطره عليهما، وقد ظهر ذلك في إرسال حاملة الطائرات الأمريكية إلى مضيق هرمز. هذا ما رشح من زيارة ولي ولي العهد السعودي الى واشنطن التي يجري الحديث عن أهميتها ونجاحها. كما تسعى السعودية الى لعب دور فاعل من خلال قمة البحر الميت لتوحيد الجهود العربية وتفعيلها كي يكون لها دور في حل أزمات المنطقة، وتتركز حول القضية الفلسطينية من خلال دعم المبادرة العربية للسلام (2002)، والمصالحة مع مصر، ومشروع تشكيل حلف رباعي من السعودية ومصر والأردن والإمارات، لمواجهة مخاطر التدخل الإيراني في المنطقة، وكانت زيارة وزير الدفاع الأميركي للسعودية تصب في هذا الاتجاه.
4 – في ظل غياب الأمريكان، كان اللاعب الوحيد في جنيف (4-5)هم الروس ، وقد تمكنوا من فرض منصتي القاهرة وموسكو بشكل مستقل . كما فرضوا جدول أعمال المفاوضات بعدما أضيف إليها بند مكافحة الإرهاب الذي تمسك به وفد النظام بادئ ذي بدء، وظل يدور حوله رافضاً مناقشة أي بند سواه.
وقد مورست ضغوط كبيرة على المعارضة من أجل فرض تنازلات عليها. فالروس يواصلون الضغط من أجل إيجاد ربط وثيق بين الاستانة وجنيف، وبين الملف السياسي والعسكري. في المقابل لم يمارس أي ضغط على النظام، الذي رفص لقاء ديمستورا في دمشق، وامتنع وفده عن حضور اللقاء معه لمناقشة الانتقال السياسي. أما وفد المعارضة فقد قدم رؤيته المفصلة للحل السياسي، مبدياً استعداده لمناقشة جميع الملفات بعد الانتهاء من بحث الانتقال السياسي من كافة جوانبه. علماً أن جميع المفاوضات تجري بشكل غير مباشر مع وفد الأمم المتحدة وليس بين طرفي النزاع، وهذا يعكس بوضوح انعدام الإرادة لدى النظام وحلفائه للحل السياسي، وبالتالي عدم جهوزيتهم للمفاوضات الجادة والدخول في مناقشة الانتقال السياسي مع وفد المعارضة.
نعتقد أنه في ظل الواقع الدولي والإقليمي الراهن، لا يمكن لمفاوضات جنيف الحالية أن تحقق أي اختراق نوعي في جدار الكارثة السورية، حيث لا تزال مؤشرات الحل السياسي بعيدة ولا تبشر بأفق لحلها. وأن الهدف من طول مسلسلها شراء المزيد من الوقت في ظل غياب توافق دولي وإقليمي، وتعنت النظام وحلفائه واستمرائهم للحل العسكري. أما موقف إدارة ترامب فقد أخذ يتدرج نحو الوضوح والممارسة العملية ، لكي تعود واشنطن كلاعب أساسي على المسرح السوري والمنطقة. ربما اتجهت لحل كثير من العقد منها مصير بشار الأسد.
ثالثاً -ملاحظات واستنتاجات:
1- نعتقد أن استمرار الأزمة السورية ناتج عن ترتيب الأولويات لدى المجتمع الدولي في حل أزمات المنطقة . فأولوية محاربة داعش لا يساعد على تحديد البؤرة الرئيسية للإرهاب التي مصدرها نظام الأسد وإيران معاً. مع علمنا أن التنظيمات الإسلامية الإرهابية كالقاعدة والنصرة وداعش، غير قادرة على تهديد الأمن والسلم الدوليين من دون رعاية من هذين النظامين، وربما رعاية دول أخرى. إن التركيز على إرهاب داعش يخفي في طياته مآرب أخرى، ربما تفصح عنها التطورات القادمة. لذلك كان من نتائج هذا العبث بالأولويات إطالة أمد الصراعات في المنطقة، واستنزاف شعوبها بدءاً من العراق وسورية ولبنان وباقي الدول التي تصدت للاستبداد السياسي. ومن المؤسف أن نشير إلى أن إدارة أوباما لعبت دوراً سلبياً جداً في هذا الموضوع، وقد يفتح المسار الذي دشنته مجزرة خان شيخون والضربة الجوية التي أعقبتها وهذا الاحتشاد السياسي والإعلامي الدولي من حولها ممرات جديدة، تتيح إعادة النظر في هذا الترتيب وإدماج إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام وإرهاب المليشيات الطائفية التي استقدمها مع إرهاب داعش والقاعدة، بعد أن اتضح أكثر فأكثر أن لا محاربة جادة ومجدية للإرهاب طالما بقي بشار الكيماوي على رأس السلطة في دمشق. خاصة وأنه لا يبدو أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي مقتنعتان بهذا الترتيب، حيث كانت تظهر أحياناً مواقف تدعو للتصدي للنظام لكنها ملجومة بالموقف الأميركي.
2-على القوى الإقليمية، المناصرة للشعب السوري وثورته، ممارسة الضغوط على القوى الفاعلة دولياً، من أجل إعادة النظر في ترتيب أولويتها، وهذا يتطلب من الأتراك خصوصاً إعادة النظر بالتفاهمات التي عقدوها مع روسيا وإيران، والتي كان لها نتائج سلبية على الثورة السورية (سقوط حلب)، وعلى علاقتهم بأوربا، وعلى مجمل الدور التركي في المنطقة. ويبدو أن محاربة داعش في الموصل والرقة تحمل في طياتها روائح تقسيمية لها تأثيرات سلبية على مجمل المنطقة وخصوصاً على تركيا.
3-منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا واحتلالها بالتفاهم مع الأمريكان، وما خلفه من نتائج مدمرة ربما فاقت جرائم النظام وإيران وميليشياتها. فبعد سقوط حلب نشهد النتائج السلبية لهذا التدخل في الحفاظ على النظام وعلى رأسه تحديداً. والسؤال: أما آن الآوان لثوار سوريا والمعارضة السياسية أن يقطعوا صلتهم بهؤلاء المجرمين باعتبارهم قوة احتلال ويمدون النظام بأسباب الحياة؟ خاصة وأنهم رفضوا حضور اجتماع الاستانة 3 بسبب اكتشافهم لنفاق الروس وعدم صدقيتهم في تنفيذ الوعود والاتفاقيات؟ وعشية اجتماعات أستانة4 استمر القصف الروسي والنظام للمدنيين مما دفع وفد الفصائل المعارضة إلى إعلان تعليق مشاركتهم فيها.
4 -يتساءل البعض: لماذا يخوض الثوار معارك غير متكافئة وعبثية تحمل في طياتها خسائر يمكن تجنبها؟ منذ انطلاقة الثورة كان ميزان القوى بالكامل لصالح النظام. لكن الصمود البطولي والأسطوري الذي أبداه الثوار خلال هذه السنوات، أدى إلى استنزاف مستمر لقوى النظام وخاصة العسكرية لدرجة أننا أصبحنا في عام 2017، ولاسيما في معارك شرقي دمشق وريف حماه الشمالي، أمام تلاش كبير لقواته. فلم يبق سوى إيران وميليشياتها والقصف الروسي. فسياسة الاستنزاف هذه إلى جانب حرب العصابات هي منطق الثورات الكبرى في التاريخ ومنها الثورة السورية.
5- تعيش المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري بأسوأ حالاتها، بدءاً من جنيف4 وانتهاءاً بالاقتتال الداخلي غير المبرر، بين جيش الأسلام من جهة وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جهة ثانية. ربما كان هذا الصراع له صلة بشعور البعض أننا نشهد الفصل الأخير من الأزمة السورية، وأن حلولاً قريبة لها آتية، وهو ما يدفع الأقوياء لالتهام الضعفاء أملاً بالحصول على المكاسب والمغانم التي ستجلبها تلك الحلول القادمة.
وبصرف النظر عما إذا كانت هذه الرغبات ستتحقق أم لا في الأجواء السياسية القادمة، فإن الوحدة الوطنية هي أساس الحلول التي يتطلع إليها الشعب السوري. بهذا المعنى فإننا نطالب وبشدة بالوقف الفوري لهذا العبث، والتوجه لحل التناقضات عبر تفاهمات تحكمها المصلحة الوطنية العليا وأهداف ثورة شعبنا العظيم.

دمشق 3 /5 / 2017

اللجنة المركزية

لحزب الشعب الديمقراطي السوري

[gview file=”http://www.syria-sdpp.org/wp-content/uploads/2017/05/الموقف-السياسي-الصادرعن-اجتماع-اللجنة-المركزية.pdf”]