أكد وزير خارجية النظام وليد المعلم، اليوم السبت ضرورة الحصول على قائمتين، واحدة بأسماء التنظيمات “الارهابية” وأخرى بمكونات “المعارضة” التي تعتزم المشاركة في مؤتمر جنيف، مكرراً استعداد بلاده حضور هذه المحادثات المقررة في الـ25 من الشهر الحالي.

وقال المعلم خلال استقباله موفد الأمم المتحدة إلى سورية “ستيفان دي ميستورا” وفق تصريحات أوردتها وكالة أنباء النظام “سانا”، إن “حكومة النظام مستعدة للمشاركة في اجتماعات جنيف في الموعد المقترح” مؤكداً “ضرورة الحصول على قائمة التنظيمات الإرهابية وقائمة بأسماء المعارضة التي ستشارك في جنيف”.

وشدد المعلم بحسب الوكالة، “على أهمية احترام قرارات مجلس الأمن وخصوصا المعنية بمكافحة الإرهاب”، لافتاً إلى “أن جهود الحل السياسي وقرارات مجلس الأمن الأخيرة بهذا الصدد مرتبطة بصدقية جهود مكافحة الإرهاب التي تستدعي إلزام الدول الداعمة للإرهاب بالتوقف عن ذلك”.

ويعتبر نظام الأسد كافة فصائل المعارضة السورية التي تقاتله إرهابية، إضافة إلى عدم اعترافه بالمعارضة السياسية، والعمل على إيجاد معارضة تناسب أهدافه وتطلعاته حول الحل في سورية.

وكلفت مجموعة الدول الـ17 حول سورية، الأردن بوضع لائحة بالتنظيمات الإرهابية، وأعلنت عمان قبل ثلاثة أسابيع أن هناك توافقاً تاماً على أن تضم تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)”، وفي 19ديسمبر/ كانون الأول، تبنى مجلس الامن الدولي بالإجماع قراراً يحدد خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة.

وينص القرار على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً، من دون أن يذكر مصير رأس النظام بشار الأسد، ولا حتى قراراً ملزماً بالضغط على روسيا لإجبارها على وقف ضرباتها ضد المدنيين وقوات المعارضة المعتدلة، والتي هي الأخرى (روسيا) تتبنى موقف النظام في اعتبار جميع الفصائل التي تحارب ضد نظام الأسد على أنها إرهابية، الأمر الذي يفسح المجال باستمرار المجازر التي ارتكبتها وترتكبها الطائرات الروسية منذ بدء عدوانها على سورية.

وجدد المعلم الإشارة إلى “موقف النظام المتمثل بمواصلة التعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سعيه لمكافحة الإرهاب “.

يشار أن قرابة عام ونصف على بدء عمله كمبعوث أممي إلى سورية، لم يستطع “دي ميستورا” تحقيق نقلة نوعية بخصوص الحل السياسي في سورية تميز جهوده عما فعله المبعوثين السابقين الأخضر الإبراهيمي الذي أقر بفشله، وقبله كوفي عنان. بل شهدت فترة “دي ميستورا” تصعيداً عسكرياً من قبل نظام بشار الأسد ولاحقاً حليفته روسيا لم يسبق له مثيل.

ويبدو أن “دي ميستورا” لا يرغب أن يظهر كالإبراهيمي على شاشات التلفزة وهو يعتذر للشعب السوري عن فشله في المهمة، والإقرار بتعنت الأسد في الوصول إلى حل سياسي، لذلك يسعى بأي شكل من الأشكال لتحقيق ما يعتبره نجاحاً في الملف السوري، ولو كان ذلك لا يرضي المعارضة ولا يلبي مطالب الشعب السوري الثائر ضد النظام الذي تقول المعارضة إنه قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص.

وتشير تحركات “دي ميستورا” ووجهات النظر التي يدفع بها لجعلها أمراً واقعاً، إلى تناغم واضح بين جهوده وما تريد روسيا فرضه على الشعب السوري والمجتمع الدولي من حل يصب في النهاية بمصلحة نظام بشار الأسد، ولم يخف المبعوث الأممي هذا التناغم إذ دعا مراراً إلى ضرورة الاستماع لروسيا ورأيها في حل القضية السورية، وقال في أبريل/ نيسان 2015 لصحيفة “الإندبندت” البريطانية، إن “على المجتمع الدولي الإصغاء لرأي روسيا بهدف تسوية الملف السوري”. 

أ ف ب – السورية نت