لندن: «الشرق الأوسط»
تمكنت قوات النظام، أمس، من تحقيق تقدم استراتيجي، تمثل باستكمال سيطرتها على ما تبقى من باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية، فيما شهدت منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، انفراجاً في الأوضاع الأمنية، بعد أن أكدت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام، نفت، انسحابها من مواقع وحواجز في المنطقة، مع تخفيف وجودها في القرى، فيما أبقت على وجودها على الطرق الواصلة بني قرى منطقة اللجاة، وبكثافة أكبر في المناطق المحيطة بمنطقة اللجاة، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف درعا. وتأتي هذه الانسحابات عقب عمليات مداهمات واعتقالات موسعة من قوات النظام في الأيام الماضية.
وجاءت عملية التقدم والسيطرة في أعقاب هجوم عنيف من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، تمكنت على إثرها في المرحلة الأولى من السيطرة على تلال في المنطقة ومرتفعات، الأمر الذي وسع عملية رصدها لمناطق أوسع من البادية السورية، كما استعانت بعمليات قصف مركزة على بادية السويداء ومواقع التنظيم، مما مكنها من تحقيق المزيد من التقدم والسيطرة بشكل متسارع على المزيد من المناطق، لتصل أمس الأحد، بحسب المرصد السوري، إلى السيطرة على محافظة السويداء بشكل كامل، لتكون خامس محافظة تصبح بشكل كامل تحت سيطرة قوات النظام، بعد طرطوس ودمشق ودرعا والقنيطرة.
وفي السياق ذاته، تتصاعد المخاوف بشكل كبير على المختطفين والمختطفات، بعد الإخفاق حتى الآن في الإفراج عن نحو 30 مختطفاً ومختطفة عقب إعدام فتى منهم ومفارقة سيدة من المختطفات للحياة في ظروف غامضة، حيث لا يزال المصير المجهول يلاحقهم، دون معلومات عن الجهة التي اقتيدوا إليها من قبل التنظيم الذي أجبر على الانسحاب إلى ريف دمشق، ليحصر نفسه بين مناطق وجود التحالف الدولي والفصائل الداعمة لها وبين محافظة السويداء، فيما تواصل قوات النظام عمليتها باتجاه بادية ريف دمشق، وسط عمليات استهداف متجددة تطال المنطقة.
غير أن مصدرا مطلعا على المفاوضات، قال موقع «عنب بلدي»، أمس الأحد، إن لجنة المفاوضات عن المختطفات وردها معلومات بأن الأخيرات أصبحن لدى النظام السوري، وقد وجهت له تحذيرات بضرورة تسليمهن خلال 48 ساعة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن لجنة المفاوضات المؤلفة من شخصيات فاعلة في المحافظة تواصلت مع فرع «الأمن العسكري»، وأبلغهم بأن المختطفات «في الحفظ والصون».
وجاء رد «الأمن العسكري» بعد تهديد وجه له باحتمالية التوجه إلى التصعيد العسكري ضد النظام في حال لم يسلم المختطفات. ولم يحدد «الأمن العسكري» إن كانت المختطفات لديه أم لا، لكنه أشار إلى أنه قادر على الوصول إليهن، بحسب المصدر.
وتأتي هذه التطورات بعد تسجيل مصور نشرته «صفحة مختطفات السويداء»، أمس، وظهرت سيدة تدعى سعاد أبو عمار وبجانبها سيدة أخرى تدعى عبير شلغين، قالت فيه إنهن ما زلن سالمات وينتظرن المفاوضات لفلك أسرهن من يد التنظيم.
وتحدثت سعاد عن وضعهن الصحي السيئ، وأن السيدة عبير وضعت جنينها الذي أنجبته مبكرا، وتوفي نتيجة سوء الأوضاع هناك.