أدت الخلافات المتفاقمة داخل الإئتلاف السوري المعارض إلى تقديم لائحتين مختلفتين بأسماء الأعضاء الذين سيشاركون في مؤتمر الرياض، ففي حين تقدم رئيس الإئتلاف خالد خوجة بقائمة دون العودة إلى رأي الأعضاء، عقدت الهيئة السياسية إجتماعًا وقدمت أسماء مختلفة، متهمين خوجة بإختصار رأي الإئتلاف، وبتنفيذ مصالحه الشخصية. 

بهية مارديني: إيلاف

قال مصدر في الائتلاف الوطني السوري المعارض لـ “ايلاف” إن “السعودية تعاملت بمنتهى الحكمة مع الائتلاف الوطني السوري المعارض، وطلبت منه أن يتوافق على قائمة واحدة”، وذلك على خلفية الخلاف الذي نشب بين رئيسه خالد خوجة وأعضاء الهيئة السياسية، حيث اجتمعت الهيئة لاختيار ممثليها الى اجتماع الرياض أمس، فيما كان خالد خوجة قد أرسل قائمة المشاركين الذين اختارهم هو دون العودة الى الائتلاف.  

وعبّر المصدر، طالبا عدم الكشف عن اسمه، عن أسفه لأن “الائتلاف لم يكن على مستوى هذا الحدث المهم، وأن الهيئة السياسية عادت الى الاجتماع اليوم، الا أن خوجة رفض الحضور والمشاركة”، فيما أشار الى أن الأخبار أكدت بأن المملكة أرادت أن يتفق الائتلاف على قائمة واحدة، وأن لا يكون هناك أية خلافات بين اعضائه.  

نجاح المؤتمر  

ولفت المصدر الى وجود أعضاء في الائتلاف وضع عليها رئيسه خطًا احمر، وأكد لأعضاء الهيئة السياسية ان الامر انتهى وقائمته هي التي يجب ان تمضي الى الرياض، وقال ان خوجة سيسافر بكتلته التي انتخبته كرئيس، وهي من طيف واحد، الى السعودية، كما انه يستعد قريبًا، وبعد انتهاء مدة رئاسته، الى التمديد دون الدعوة الى اجتماع الهيئة العامة.  

من جانبه اكتفى أديب الشيشكلي، ممثل الائتلاف في مجلس التعاون الخليجي، بالقول في تصريح لـ “ايلاف: “يجب التركيز اليوم على اصدار بيان بالاجماع على ضرورة رحيل بشار الأسد، قبل البدء بأية مرحلة انتقالية”، فيما قال الاعلامي أحمد كامل لـ”ايلاف” أنه “لا يمكن، ولا يوجد ضرورة لتوحيد المعارضة السورية، ولكن يمكن ايجاد اطار يجمع القوى الرئيسية”، وأضاف: “ما تقوم به المملكة العربية السعودية يصب ضمن هذا المنحى”، معبّرًا عن اعتقاده بأنها ستنجح.  

إفشال الإجتماع  

هذا واختلف أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض في الردّ على دعوة وزارة الخارجية السعودية بخصوص المؤتمر المزمع عقده للمّ شمل المعارضة السورية، وبهدف وضع “وثيقة توافقية حول مكونات المرحلة الانتقالية في اطار جنيف واحد”، كما جاء في نص الدعوة التي اطلعت عليها “إيلاف”، فيما بدا الائتلاف منقسمًا حول الأسماء التي ستمثله في الاجتماع.  

وعقدت الهيئة  السياسية للائتلاف اجتماعًا، أمس  الثلاثاء، لاختيار من يمثله في الاجتماع، بينما كان خالد خوجة رئيس الائتلاف، أرسل الاسماء التي قررها الى المملكة العربية السعودية دون العودة الى أعضاء الائتلاف، وقال مصدر في الائتلاف الوطني إن خوجة “اتخذ قرارًا فرديًا وترك الهيئة السياسية تجتمع لتقرر، فيما هو أرسل في وقت سابق أسماء أعضاء كتلته في الائتلاف الى المملكة للمشاركة في الاجتماع”.  

واعتبر المصدر أنه “بهذا يريد خوجة افشال اجتماع الرياض، حيث يشارك بموجب قائمته طيف واحد من الائتلاف، وهم أعضاء كتلته، كما يريد بذلك ضرب الائتلاف كله في الصميم”، وأضاف: “هو يحاول بذلك فقط ضمان نتيجة أي تصويت يجري في اجتماع الرياض لصالحه”، وتمنى المصدر على “الأشقاء في المملكة اعتماد الأسماء التي قررتها الهيئة السياسية، لأنها الجهة المسؤولة عن الائتلاف وادارة شؤونه”.  

قائمة   

وقالت الهيئة السياسية في بيان وجهته الى السعودية أنه “بناءًا على دعوة الخارجية السعودية بتسمية عشرين ممثلاً للائتلاف ووفده في مؤتمر الرياض، فقد اتخذت الهيئة السياسية في اجتماعها الطارئ اليوم 1 كانون الأول 2015 قرارًا بالتصويت على 19 عضوًا من أعضاء الهيئة السياسية من ضمن 22 عضوًا، باستثناء رئيس الائتلاف ليكون على رأس الوفد إلى الرياض، وكانت نتيجة التصويت على النحو التالي: خالد خوجة رئيس الوفد، مصطفى أوسو، هشام مروة، محمد قداح، نغم الغادري، يحيى مكتبي، أنس العبدة، نذير حكيم، رياض الحسن، نصر الحريري، خطيب بدلة، عبدالأحد اسطيفو، حسان الهاشمي، موفق نيربية، هيثم رحمة، سهير الأتاسي، فايز سارة،  فؤاد عليكو، هادي البحرة، بدر جاموس”.  

كما تمنى البيان “على الأخوة الأعزاء في المملكة العربية السعودية ضم باقي أعضاء الهيئة السياسية كمدعويين للمؤتمر: واصل شمالي ، أحمد غسان تيناوي، محمد جوجة”، راجين العمل على إبلاغ الأخوة في السعودية بالسرعة التي تلبي حاجتنا إلى إنجاح مهمتهم الصعبة وتسهيلها”.   … وقائمة مضادة   أما القائمة التي وضعها رئيس الائتلاف وارسلها الى المملكة فتضم “نغم الغادري، مصطفى أوسو، أنس العبدة، سهير اتاسي،  فؤاد عليكو، هادي البحرة، هيثم رحمه، محمد قداح، عبد الأحد اصطيفو، احمد تيناوي، سالم المسلط، سمير نشار، عاليه منصور، يوسف محلي ، فاروق طيفور، نورا الجيزاوي ، مصطفى الصّباغ ،عبد الاله فهد، رياض سيف”، اضافة الى شخصيات وطنية تم حذفها في وقت لاحق، لأن المملكة قررت تقليص عدد المدعوين لضمان نجاح الاجتماع وسرعة اقرار نتائجه.  

وقررت السعودية استضافة اجتماع للمعارضة السورية في 8 و 9 و10 من الشهر الجاري، ووزعت دعوات لعدد من المعارضين السوريين بصفتهم الشخصية، بينما وجهتها للائتلاف الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية بصفتهم الاعتبارية.