فوربرس – التقرير

أصبحت الأسلحة الروسية الحديثة المستخدمة في سوريا مثار اهتمام الإعلام العربي ومواقع التواصل الاجتماعي العربية، حيث هللت بعضها لظهور أسلحة نوعية روسية قد تؤدي إلى تغيير سير المعارك وشجب آخرون التدخل الروسي المتزايد أو شككوا في مدى فاعليتها.

واعتبر أليكساندر غولس، الخبير في مجال التسليح الروسي، في حوار مع”DW” عربية، أن روسيا تريد تحقيق عدة أهداف رئيسية عبر إرسالها أسلحة حديثة إلى سوريا، فبالإضافة إلى رغبتها في إحداث تقدم سريع على الأرض لصالحها، فإن روسيا تحتاج بشدة إلى تجريب هذه الأسلحة ضمن ظروف حرب حقيقية كي تتمكن من تطوير إنتاجها الحربي، والعمل على رفع كفاءته.

ورأت صحيفة العرب اللندنية أن “الإعلام الرسمي الروسي يبالغ في الترويج لسياسات بلاده، لدرجة أنه تحول إلى وسيط لبيع الأسلحة الروسية، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، عبر منصات ناطقة بلغات متعددة موجهة خاصة إلى السوق العربية المشتعلة بالأزمات والحروب، وبذلك تخلى الإعلام عن مهمته الإعلامية الأساسية دون أن يستطيع القيام بدور الوسيط المحترف”.

كومسومولسكايا برافدا

آخر ما جاءت به الحرب الروسية على سوريا.. وعلّق المحلل العسكري لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا” على تمركز حاملة الطائرات الروسية “الأميرال كوزنيتسوف” قبالة السواحل السورية، كاشفا الأسباب “الفنية” لهذه الخطوة. ولفت الخبير العسكري إلى أن قاعدة “حميميم” التي تستخدمها القوات الجوية الروسية في سوريا تضم نحو 30 مقاتلة وطائرة قاذفة، وأن 10 طائرات تمت إعادتها إلى روسيا، وهي تخضع الآن للصيانة ولعمليات تحديث وتطوير لتلافي أوجه القصور المكتشفة خلال العمليات العسكرية الفعلية هناك.

وأشار التقرير إلى أن باقي الطائرات في قاعدة “حميميم” استعملت بشكل مكثف، حيث قامت أحيانا بأربع أو خمس طلعات في اليوم، وهذا جهد فوق العادة، علاوة على أن المهمات في “حميميم” تم توسيع نطاقها، بالإضافة إلى مهمة مساندة هجوم القوات البرية السورية على المسلحين، تعين قطع الطريق على انسحاب الإرهابيين من العراق إلى سوريا، وتوفير غطاء للقاعدة البحرية في طرطوس، وتدمير قوافل تهريب النفط، كل ذلك، بحسب الخبير العسكري، استدعى بالضرورة زيادة عدد الطائرات الروسية في المنطقة.

وذكر المحلل العسكري، أن 30 مقاتلة منقولة من طرازي “ميغ – 29 كي” و”سو – 33″، وهي الآن تستعمل في توجيه ضربات للإرهابيين، وأوضح التقرير، أن الدفع بحاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف” من بحر الشمال إلى المياه الجنوبية، له أغراض أخرى، منها اختبار عمل هذه السفينة الثقيلة وجميع مرافقها في ظروف الحرب الحقيقية، ومنح الطيارين خبرة قتالية، وفي الوقت نفسه اختبار مهبط الطيران، “فلا تغني التدريبات والعدو الوهمي عن العمل الحقيقي”.

وقال الخبير العسكري في هذا الصدد، إن الرئيس فلاديمير بوتين، أعطى تعليماته بالفعل لضباط الجيش والبحرية الكبار للاستفادة من الخبرات القتالية المكتسبة في سوريا في الجيش والأسطول، والتغلب على أوجه القصور التقنية التي ظهرت وقت العمليات، وبالطبع الخروج بدروس مستفادة من الأخطاء التي قد تكون شابت عمل طواقم السفن والطائرات، وخاصة أن حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف” تشارك للمرة الأولى في تاريخها في أعمال قتالية حقيقية.

جرائم ضد الإنسانية

وقالت صحيفة “غارديان” البريطانية، في مقال كتبته “جنان دي جيوفاني” بعنوان: “كيف يمكن للغرب الوقوف ساكنًا أمام تدمير حلب؟”، إنه يتحتم على الغرب واجب، يتمثل بمنع الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية في حلب، لأنه في حال عدم قيامنا بذلك، فإن هذه الحرب ستستمر هناك لعقود، مضيفة أن المعارضة في سوريا تؤكد أنها استطاعت كسر الحصار المفروض عليها، إلا أنها لم تستطع تأمين ممر آمن للمدنيين.

ونوّهت محررة “غارديان”، بأن المعركة في حلب مصيرية، إلا أنها تضيف فصلًا جديدًا من فصول مآسي أهالي هذه المدينة، الذين أضحوا على يقين بأن المجتمع الدولي يبقى ساكنًا أمام وضعهم الإنساني المزري، مؤكدة أنه ما من أحد سيأتي لإنقاذ السوريين، وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يحرك ساكنًا في العام 2013، عندما استخدم الجيش السوري النظامي الأسلحة الكيماوية ضد أهالي الغوطة، وقتل العديد من الأطفال، متجاوزا بذلك الخطوط الحمراء، التي تحدث عنها، فإنه بلا شك لن يحرك ساكنًا اليوم بعد استخدام القوات الحكومية السورية غاز الكلور السام في إدلب.

تدمير المستشفيات

وأوضحت “جيوفاني”، في مقالها إن التقارير الأخيرة تشير إلى مقتل العديد من الأطفال والأطباء، خلال الاعتداءات المتكررة على المدينة، وتابعت أن الوضع في حلب متدهور جدًا، فهناك نحو 300 ألف طفل عالقين في المدينة، وأن هؤلاء الأطفال يعمدون إلى حرق الإطارات لتضليل الطائرات التي تقصفهم.

ونقلًا عن “بسمة قضامني” من المعارضة السورية، فإن “الخطة الروسية المدعومة دوليا، ألا وهي الممرات الآمنة في حلب، استطاعت ترهيب المواطنين، الذين اعتبروها محاولة لتطهير المدينة، مضيفة أنها كانت ممرات لخروج المواطنين، وليس لدخول أي مساعدات لداخل حلب.

واختتمت حديثها بالقول إن المرافق الطبية في حلب في حالة يرثى لها، فلم يبق في المدينة سوى 34 طبيبًا، مضيفة أن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، أكدت أن القوات السورية الحكومية استهدفت بشكل مباشر 6 مستشفيات في حلب في الأيام الماضية، أي الأسواء في المنطقة منذ عام 2011.