TOPSHOT - A displaced Syrian woman who fled the Islamic State (IS) group's Syrian stronghold of Raqa as fighters from a US-backed coalition battle to retake the city, walks near debris close to an abandoned building where people take refuge in the town of Tabqa, about 55 kilometres (35 miles) west of embattled city on September 6, 2017 The Islamic State group has already lost more than half of its bastion of Raqa to attacking US-backed forces. / AFP PHOTO / Delil souleiman

الناصرة – أسعد تلحمي , لندن – «الحياة»
اتهمت السلطات السورية إسرائيل بشن هجوم صاروخي من الأجواء اللبنانية استهدف موقعاً عسكرياً في محافظة حماة غرب سورية، يضم مركزاً للبحوث العلمية ومعسكر تدريب. وحذرت من «التداعيات الخطيرة لهذا العمل العدائي». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الضربة استهدفت منشأة لمركز الدراسات والبحوث العلمية، وهو الهيئة التي تقول واشنطن إنها تصنع الأسلحة الكيماوية في سورية. وأفاد «المرصد» بأن الضربة أصابت أيضاً معسكراً للتدريب إلى جوار مركز الأبحاث، تُخزن فيه صواريخ أرض- أرض ويستخدمه الإيرانيون و «حزب الله» اللبناني. وأشار إلى أن عناصر من إيران و «حزب الله» شوهدوا هناك أكثر من مرة.
وجاء الهجوم مع مناورات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان هي الأضخم منذ قرابة 20 عاماً تحاكي حرباً مع «حزب الله».
في موازاة ذلك، انتقد مسؤولون في المعارضة السورية تصريحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا التي دعاهم فيها إلى الاعتراف بأنهم «لم ينتصروا في الحرب» ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ووصفت «الهيئة العليا للمفاوضات» التصريحات بـ «الصادمة والمخيبة للآمال».
وفي بيانها أمس، أفادت قيادة الجيش السوري: «أقدم طيران العدو الإسرائيلي فجر اليوم (أمس) على إطلاق صواريخ عدة من الأجواء اللبنانية استهدفت أحد مواقعنا العسكرية قرب مصياف» الواقعة على بعد ستين كيلومتراً شرق مدينة طرطوس الساحلية غرب سورية. وذكر البيان أن الضربة الجوية قتلت جنديين وألحقت أضراراً مادية قرب مدينة مصياف، محذراً من أن الهجوم يفيد تنظيم «داعش».
وفيما امتنعت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الهجوم، كتب عاموس يالدين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقاً في تغريدة على «تويتر»، أن الهجوم «ليس روتينياً»، ورأى أنه ينطوي على ثلاث رسائل مهمة، وهي أن إسرائيل لن تترك سورية تنتج أسلحة استراتيجية، وستفرض خطوطها الحمراء، وأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية في سورية لن تعرقلها.
وقال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمس خلال اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، إن الأسلحة التي يملكها «حزب الله» اللبناني «تشكل خطراً وتتطلب من إسرائيل الرد عليها».
من ناحيته، ذكر ياكوف أميدرور، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بين 2011 و2013 للصحافيين أمس، أن مركز البحوث في سورية «كان ينتج في الماضي أسلحة كيماوية، لكن أيضاً أسلحة أخرى بينها قذائف وصواريخ». وأضاف أن إسرائيل وجهت مراراً «رسائل واضحة» حتى قبل الهجوم «بأننا لن نسمح لإيران وحزب الله ببناء قدرات تمكنهما من مهاجمة إسرائيل من سورية، ولن نسمح لهما ببناء قدرات لحزب الله في ظل الفوضى القائمة في سورية».
وربط أميدرور بين الضربة وزيارة الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله إلى دمشق. وأضاف: «انتقلت أنظمة أسلحة من هذه المنظمة (مركز الدراسات والبحوث العلمية) إلى أيدي حزب الله خلال سنوات».
ولفت المعلق العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل إلى «التوقيت الحساس» لهذا الهجوم، بعد شهر من اتفاق «خفض التوتر» جنوب سورية الذي أعلنت إسرائيل عدم ارتياحها له، خصوصاً من إبقائه على الوجود الإيراني و «حزب الله» في سورية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتهم في 28 آب (أغسطس) إيران ببناء مواقع في سورية ولبنان لـ «صواريخ موجهة ودقيقة»، معتبراً أن «إيران تعمل على تحويل سورية إلى قاعدة عسكرية محصنة»، واستخدامها ضد إسرائيل.
في موازاة ذلك، شنت فصائل في المعارضة السورية هجوماً على دي ميستورا الذي دعاها إلى «الواقعية» والاعتراف بأنها لم تنتصر في الحرب الدائرة ضد الأسد. ووصفت «الهيئة العليا للمفاوضات» تصريحات دي ميستورا بأنها «صادمة ومخيبة للآمال». وقال رياض حجاب «المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات»، إن وساطة الأمم المتحدة لإنهاء الصراع «فشلت وإن الثورة السورية مستمرة».
وكتب حجاب على «تويتر» أمس: «تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي». وأضاف: «مرة أخرى يورط دي ميستورا نفسه بتصريحات غير مدروسة». وزاد: «الثورة السورية ماضية». ودعا حجاب إلى «طرح أممي جديد إزاء القضية السورية».
من ناحيته، قال رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» إلى جنيف نصر الحريري في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول أمس: «هذه التصريحات أقل ما يقال إنها صادمة».
واعتبر أن «عملية جنيف بهذا الشكل تفقد صدقيتها، لأن الاتجاه الحالي في العملية السياسية يتم التلاعب به من بعض الأطراف الدولية، لا سيما روسيا».